آية الله الشيخ الركابي

 

 

هو المعروف إختصاراً - بالشيخ الركابي - وهو واحد من كبار علماء الإسلام ، ساهم ويساهم بشكل مباشر في تفكيك الرؤية الدينية المذهبية وبناء رؤية جديدة تصنع إنسان جديد ، خالي من التوتر والقلق والخوف والكراهية .

و - الشيخ الركابي - لا زال يمارس دوره في عملية التنمية الفكرية والعلمية ، من خلال جملة الإصدارات والكُتب والمقالات في التاريخ والفلسفة والعقيدة والشريعة . والشيخ الركابي هو :

الشيخ الحاج إياد بن الشيخ الحاج إبراهيم بن الشيخ فشاخ الفارس زعيم قبائل بني ركاب  آل بوحمزة - ووالدته هي الحاجة الفاضلة المرحومة جميلة بنت الشيخ علي بن الشيخ ناصر الفارس .

ولد - الشيخ الركابي - في قريته قرية جده الشيخ فشاخ الفارس ، الكائنة في قضاء الرفاعي من محافظة ذي قار - الناصرية - من الجنوب العراقي .

أكمل الشيخ الركابي دراساته الأولية  في العراق  ، وعندما بدأت الثورة الإيرانية كان الشيخ من أشد المناصرين لها في بدايتها ، آزرها ووقف معها عاش إنتصاراتها وذاق طعم خساراتها وخيباتها ، وكان له معها دور بارز ومشاركات في العمل الثوري آنئذاك ، ولهذا كان له دور في صنع بعض الأراء والقرارات فيها .

تفرغ الشيخ الركابي مد ظله للدراسات الإسلامية في الحوزة العلمية درس المقدمات والسطوح لدى مشايخ الحوزة المعروفين ، درس البحث الخارج لدى اساطين الفقه آنئذاك ، وكان من أنبغ طلاب آية العظمى والمرجع الديني الكبير المرحوم الحاج الشيخ المنتظري - رضوان الله تعالى عليه - ، ولهذا عهد إليه بتحرير وتقرير كتابه الموسوم الحكومة الإسلامية في أجزاءه الثلاث ، كما درس الفقه والأصول عند شيخه وأستاذه المعظم المفكر الكبير آية الله الشيخ نعمت الله صالحي نجف آبادي  قدس الله روحه الطيبه كما درس الفلسفة والعرفان لدى استاذه الحجة العلامة المرحوم السيد رضا الصدر - رحمه الله  وقرء القضاء عند الشيخ صانعي وقرء الميراث عند اللانكراني كما قرء التفسير عند الصادقي ، نال الشيخ الركابي إجازة الإجتهاد المطلق من شيخه المنتظري ومن أستاذه صالحي نجف آبادي ، وشهد له بالعلم المرجع المرحوم الكلبيكاني حين درس عنده لثلاث سنيين في الجامع الكبير في مدينة قم ..

أختلف الشيخ الركابي مع الثورة الإيرانية سنة 1986 م ، حول الموقف من الحرب فى العراق ، وماهي الغاية من إدامت الحرب على العراق ؟ وقد شارك في صوغ رسالة بُعثت للسيد الخميني عن مغزى وأهمية الحرب بعدما أسترجع الإيرانيون أرضهم في خرمشهر وباقي الإراضي التي أحتلها الجيش العراقي في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم ، فالشيخ الركابي يرى إن الجهاد الإبتدائي ومسوغاته التي تبنتها القيادة في إيران لاتصح على العراق وعلى الحرب معه .

كما أختلف الشيخ الركابي مع الثورة الإيرانية في تفسير العلاقة مع الغرب وكيف يجب ان تكون ؟ فكان له موقف من قضية - إيران غيت - ، كما إن للشيخ الركابي موقف من قضية تعريف الكفر وتحديد مصاديقه ، ولهذا لم يعتبر الحرب على العراق حرباً على الكفر ، كما لم يعتبر حزب البعث حزباً كافراً ، بالمعنى الفقهي ، وكان للشيخ الركابي موقفا من الحكم الذي صدر ضد سلمان رشدي وتفسير هذا الحكم ، والموقف الشرعي من مفهوم الردة والحكم على المرتد ، فالشيخ الركابي يرى إن المرتد لايجوز قتله أو الحكم عليه بالقتل ، ودليله إن الفكر في الإسلام مباح ولاضير من وجود من يخالف في ذلك ، كما لايجوز تطويع الفقه لإرادة السياسة والسياسين ، من هنا عد كل موقف سياسي لا يراعي حقوق الإنسان وكرامته وحريته موقف باطل شرعياً ولا يجوز الإمتثال إليه وطاعته .

 

صدر - للشيخ الركابي - نحو أربعة عشر مؤلفاً في التاريخ والفلسفة والسياسة والمنطق والعرفان ، وتعد مقدمته في الإصلاح الديني الخطوة التي سهلت للأخرين نقد الدين من أصوله وجذوره ، ويمكن إعتبار مايقوم به الركابي الشيخ في هذا المجال هو النقد الموضوعي للدين وللتراث ولمبدأ الآبائية السائد في الوسط الإسلامي بعد غلق باب الإجتهاد العقلي والعلمي ، والدوران في الحلقة المفرغة التي يطلق عليها تجوزاً بالإجتهاد !!! .

 

من كتبه الذائعة الصيت كتابه المعروف:

1 - بإشكالية الخطاب في القراءة التاريخية لوقعة كربلاء [ طبع في لبنان سنة 1986 ] ، وهو الكتاب الأول في بابه من حيث رد فكرة الجبر التاريخي والخلط التراثي والتسويف والفشل الديني في تحليل التاريخ .

2 - الأسس السياسية والمذهب الواقعي [ طُبع في لبنان وإيران سنة 1987 ]، وهو كتاب استقرائي هدفه تحليل الدين والسياسة ، وتبيان مناطق الوفاق والإختلاف بينهما .

 

3 - خطاب الحرية في النظام الإيبستيمولوجي [ طُبع في سوريا دمشق وبيروت لبنان سنة 1990 ] ، وهو من الكتب التي تناولت مفهوم الحرية كوعي وكقيمة وكمنظومة ، وهو دفاع عن الإنسان وعن حقوقه في الحياة ، وهو كبح لجماح السلطان في أحكامه وقضاياه ، وللكتاب صلة في قضية الفتوى عن الآيات الشيطانية.

 

4 - نقد العقل الإسلامي [ طُبع في لبنان سنة 1994 ] ، وهو نقد الفكر والخطاب والمعرفة الدينية العتيقة ، وهو محاولة لكشف الحقيقة عبر الدليل العلمي ، وعدم التحايل على العقل من خلال نفي المثيولوجيا والتقديس والوهم ؟

 

5 - الجهاد في الإسلام [ طُبع في سوريا دمشق سنة 1997 ]، وهو دراسة تحليلة فقهية لرد فكرة الجهاد الإبتدائي المتداولة في الكتب الفقهية والمدونات ، والذي ولّد سلسلة من الأفكار الخاطئة ، كتاب مُنع في كثير من البلدان لأنه يبحث في موضوع غير ماهو مكتوب ومُمارس.

 

6 - مقدمة في الإصلاح والتصحيح الديني [ طُبع في لبنان سنة 1995 ]، هو كُتيب يهدف للبحث في قضايا التاريخ والعقيدة الإسلامبة المزيفة.

 

7 - رسالة في التوحيد والسياسة [ طُبع في لبنان سنة 1987 ]، وهو رسالة في الفلسفة والعرفان الديني ، وهو كذلك تعريف بالمبادئ السياسية من عهد   إفلاطون حتى منتسيكيو.

8 - حفريات إنتربولوجيا العلوم القرآنية [ طبع في بيروت سنة 1991م] وهو كتاب تحليلي في موضوعات محددة في علوم القرآن ، كسبب نزول القرآن والعصمة ، والأسرى ، وهو بحث تنقيبي عن الصواب وعن الخطأ في تشكيل علوم القرآن .

9 - السُنن التأريخية في القرآن المجيد [ طبع في سورية 1996 م ] وهو كتاب في قضايا العلة والمعلول أو السبب والمسبب الذي يصنع الحدث التأريخي والسنة التاريخية .

10 - خطاب المشروع الوحدوي بين الفكر والممارسة [ طبع في سوريا سنة 1997م ] وهو كتاب في الوحدة الإسلامية وفي مشروع الوحدة الإسلامية ، وفيه أفتى الشيخ الركابي بجواز التعبد بمذهب أهل السنة ، وذلك منه جواباً على فتوى الشيخ محمود شلتوت بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية .

11 - ملاحظات هامة حول موضوع علم الإمام (ع) [ طبع في دمشق سنة 1993م] .

وسيصدر للشيخ الركابي كتابٌ في الفقه وتيسير الإحكام على غرار كتاب شرائع الإسلام .

وللركابي الشيخ الكثير من البحوث والمقالات ، وهو مشغول الآن في تأويل النص القرآني ، على نحو جديد ومختلف