العقل
الحوزوي ...
وإشكالية
التصحيح يُنسب
هذا العقل
إلى الحوزة
الدينية
الشيعية ،
وهي عبارة عن
مؤسسة
مدرسية هامة
يتداخل فيها
الاجتماعي
والاقتصادي
والسياسي ،
مهمتها
الترويج
للمذهب
ورعاية حقوق
ومصالح
المرجعية
المذهبية
والطائفية . ولأنها
كذلك فعقلها
المدرسي
السائد هو
عبارة عن عقل
المراجع
وحواشيهم
وبيوتاتهم ،
البيوت
والحواشي
المنتمية
إلى عوامل
بيئية
وجغرافية
خاصة ،
وتأريخياً
تحكمها
النظرة
المعيارية
إلى الأشياء
، وإذا أردنا
الدقة فيجب
القول : إن
العقل
الحوزوي
السائد
وافد وليس
أصيلاً بكل
تأكيد ،
الأصالة
والوفادة
مأخوذتان
بلحاظ
الهوية
والجذور
والأنتماء ،
وفي الحوزة
الشيعية
تُلاحظ
هيمنة العقل
الوافد على
العقل
الأصيل حتى
لاترى معه
حضوراً
للأصيل
إلاَّ ذلك
الحضور
الباهت
الساكن
الخابي
المنفعل
برؤى
وإسقاطات
الوافد
التراثية
والعملية ،
فحضوره حضور
التابع
المقتدي
بمولاه .
لذا فالعقل
الحوزوي
مثقل
بإشكالياتة
سواء على
الصعيد
الفكري
والعلمي أو
على الصعيد
النفسي
والاجتماعي
، ويعني ذلك
أنه قد عاش
التراكم
والتزاحم
ولاحتياط
وعدم النظم
فاختلطت
عنده
الاوراق ، فلم يعد
التمييز
وارداً حول
طبيعتي ــ
القديم
والجديد ــ
وعقل هكذا
صفاته قطعاً
سيكون اقل
العقول
الإنسانية
أداء
لتكاليفه
ووظائفه ،
وأقلها
مشاركة
وصنعاً
للحياة
والمستقبل ،
والعجز
الظاهر منه
هو وليد
الطبيعة
التي تشكل
منها ،
الطبيعة
التي جعلته
غير قادر على
تأدية مهامه
بالشكل الذي
يجعل من
حضوره
وجودياً
شهودياً ،
تلك الطبيعة
التي تفترض
دوماً ان
الصواب هناك
في مبانيها
وقواعدها ،
مع ان تلك
المباني
والقواعد ؛
عبارة عن
قضايا وحدود
وإشكالات
صنعتها
المذهبية
وتاريخ
الكلاميين ،
فهي مبان
معبئة
بالعُقد
ولاختلاف
والتنابذ ،
مبانٍ في
التعدد
والتباغض ،
لا مباني في
الوحدة
والاتحاد
والقوة . وكذلك
فطبيعة
العقل
الحوزوي
تفترض جدلاً
ان الصواب في
أن يلغي
المرء
تاريخه
وزمنه وعصره
ليعيش تاريخ
وزمن وعصر
السلف
والأولياء ،
وهذا
الإلغاء سر
الديمومة
والبقاء
للمذهبية في
دورانها حول
نفسها وحول
القطب
المفترض
مركز
القاعدة
المتقولب في
ظل
الشخصانية
المنعوتة
بصفات
الكمال
القادمة من
وراء الحدود
الإسلامية ،
جئ بها لتوظف
في دائرة
الديني ليتم
تلقيها
قبولاً ودون
رفض من
العوام
والبسطاء من
الناس ، توظيفاً
يُربك حالتي
التدبر
والتفكر
المشار
إليهما ببعض
الحديث
والنص ، وجرى
تقليد لهذا
المسلك في
الدوائر
التالية
المتفرعة عن
الديني ليظل
المترشح
يحكي بلا وعي
وحدة
الاستقطاب ،
أعني ــ وحدة
المركز ــ
مما يستدعي
إلغاء لدور
الإنسان
وإلغاء
لقواه
المبدعة في
الخلق
والتكوين ،
وإعتبار
الإنسان
مجرد أداة
يدور في فلك
الكهنة
وتعاليمهم
المرسومة
سلفاً عبر
الاستقطاب
ودوران
العامة في
الدوائر
المغلقة ، مع
تسريب
المعلومات
المؤيدة
لذلك ، من
خلال عمل
الوعاظ
وأرباب
الشعائر
الذين
امتهنوا ذلك
لا عن علم
ويقين بل
طلباً للعيش
والارتزاق
ولا غرابة في
ذلك إذ إن
مناهج
التربية
والتعليم
وبرامج
التثقيف
المذهبي
قائمة
أساساً على
سلب كل ما هو
علمي وحضاري
واستبداله
بنمط من
التعليمية
الملفقة
والتثقيف
التناحري
الذي يدفع
بالمرء
للتشكيك
بالآخر
ومحاولة
مسخه
وإعدامه
والقضاء
عليه ، وهذه
السلوكية
جرى تقليدها
في المدارس
الفرقية
والكلامية
السياسية ،
التقليد
المنبثق من
عقل الظلم
والاستبداد
ـــ اعني ظلم
المذهبية
وطريقة
التفكير ـــ
التي تلغي في
الإنسان
دواعي وجوده . وليس
سراً أن نقول
إن ذلك يرجع
للمناهج
الكلاسيكية
وللتدريب
العتيق ،
المرموز له
بالقبول
الطوعي
للأحكام
الفرقية دون
ادنى دليل
للرد والبدل
الطبيعيين
الفطريين ...
فالمدارس
الفرقية : هي
عبارة عن
وجودات
عتيقة تعبر
عن نتاج
موضوعي
لتراث ماضوي
، عاشت لحظة
زمانية
وتاريخية
لحياة فئة
معينة من
الناس . وهي
بكل تأكيد
تعبير عن
واقع موضوعي
في النشأة
والتكوين ،
وبما أن
الواقع
الموضوعي
متغير أي أنه
محكوم
جدلياً
بقوانين
الزمان
والمكان ،
هذه
القوانين
التي ترفض
الإطلاق
لأنه ممتنع
ذاتاً
وضرورة
لفقدان
المقتضي
ووجود
المانع . والافتراض
العلمي
الجدلي يقول :
إن كل زمن
ثقافي تحكمه
مجموعة قيم
وضوابط
ومعايير ،
وهي ليست
بالضرورة
تعبير عن
جدلية مطلق
الزمن
الثقافي في
التعدد
البيئي
والمكاني
والجغرافي ... والمدرس
الحوزوي
التقليدي : هو
عبارة عن
كائن تراثي
في بيانه
وخطابه
ولغته
وطريقة
استنباطه
للأحكام من
الألفاظ
والمصطلحات
، إنه بالفعل
كائن بشري لم
يتأنسن
تغيبه
الأدوات
والآليات
المرجعية
قهراً عن
زمانه
ومكانه ،
ويعيش وكل
أمله أن
يستطيع فك
عبارات من
سبق من رجال
التراث ،
وهذا معناه
إلغاء
لوجوده في
دهاليز
التراث
وانحناءاته
ومفترقاته ،
التراث الذي :
هو عبارة عن
نتاج فكري
لمن سبق وهو
تعبير عن
مراحل
وتجارب
الإنسان في
صراعه مع قوى
الطبيعة
وعالم
الإمكان ،
سواء في دليل
الاعتماد أو
طريقة
الاستنباط
أعني ـــ في
الطريقة
والموضوعية
ـــ وهذه
السلبية في
واقع
التدريس
أنتجت
التخلف
والضبابية
والانطوائية
والتراكم
وعدم القدرة
على تشخيص
المشاكل
الاجتماعية
والمساهمة
في حلها عبر
طرح
استراتيجي
علمي معرفي
رصين ، ووافع
التدريس هذا
أنتج كماً
هائلاً من
العاطلين
البلهاء ،
مما ساهم
بشكل مباشر
في تعطيل قوى
الانتاج
المجتمعي ، وساهم
كذلك في
زيادة الهوة
بين الطبقات
، فتراجع
المجتمع
وزادت نسبة
البطالة
المقنعة
واختلت
الموازين
الاجتماعية
والأخلاقية
، فكثرت
الرشوة
ومُسخت
القيم
العربية
بفعل الوافد
من خلال
تعميم
مشروعية
المتعة ،
وتكديس
الثروة لدى
فئة من الناس
، مما أنتج
مجتمعاً
راسمالياً
جديداً
قوامه رجال
دين وكهنة
ووعاظ ، هذا
حال المدرسة
والتدريس ،
فلاغرو ان
ينعكس سلباً
على حال
الطلبة
والتلاميذ ،
ويقيناً أن
الطالب هو
ضحية لمدارس
التعليم
المرجعي
المذهبي ،
التعليم
الذي أفقد
العلم معناه
وأفقد
المعرفة
معناها . وإذا
كان ذلك كذلك
؛ فلابد من
إعادة قراءة
وتقييم لهذا
الواقع في
دفاتره
وأوراقه في
رجاله
ومدارسه ،
إعادة من وحي
الزمان
والمكان ،
إعادة تهدف
إلى تأسيس
قواعد جديدة
لمباني
المعرفة
عقدياً
وفقهياً
وفلسفياً
وتاريخياً ،
إعادة تفريق
لا إعادة خلط
، فالأولى
ظاهرة تصب
المعاني
والألفاظ في
قوالبها
المصنوعة
لها ،
والثانية
تهميش
واختزال وضم
وإلحاق ، مما
يولد الجبر
في العقيدة ،
والجبر في
الفقه ،
والجبر في
الفلسفة
والتاريخ ،
والثاني
مرفوض
فيبـقى ما
قررته
السماء عبر
الأول الوارد
تحت ظل ـــ (
أفلا
يتدبرون ) (19) . والإعادة
تعني صياغة
عناصر
وآليات عمل
جديدة من وحي
الواقع
العاقل
المتكئ على
الكتاب
والصحيح من
السنة ،
ويعني ذلك
فتح ملفات
المنظمات
المرجعية
القديمة
جميعاً وذلك : أولاً :
من أجل
الإدلاء
بالشهادة
على عدم
وثاقتها . وثانياً
: من أجل
الاستئناس
بالصحيح
منها . وذلك
ليس عسيراً : (
لمن كان له
قلب أو ألقى
السمع وهو
شهيد ) (20) ، ولقد
تصدى لمشورع
الإعادة
البنيوية
رجال من
الوسط
الحوزوي (
رجال صدقوا
ما عاهدوا
الله عليه ) (21)
من أجل
العمل برضاه
وتحقيق الحق
وإحقاقه
و ( الحق أحق
ان يُتبع ) (22)
عملاً
بالفكرة
القائلة (
أعرف الحق
تعرف أهله
لايعرف الحق
بالرجال ) (23)
مهما كانوا ومن
أي جهة أتوا ،
ورحمَ الله
القائل ـــ
هم رجال ونحن
رجال ـــ (24) في
معرض الحديث
عن بلوغ الحق
ومراميه وهؤلاء
الرجال هم
دعاة
الإصلاح
والتصحيح ،
هم اهل
التقوى
والمرحمة ،
قد باعوا
أنفسهم لله
أبتغاء
مرضاته
وطلباً
لتحقيق
اهدافه التي
دعت إليها
رسالات
السماء
وحركة
الأولياء
والأنبياء
العظام ،
ودعاة
الإصلاح هم
المعنيون
بقوله تعالى (
فلولا نفر من
كل فرقة منهم
طائفة
ليتفقهوا في
الدين ..) (25) ن وهم
المستهدفون
بالقول
المأثور ــ
مداد
العلماء
أفضل من دماء
الشهداء ــ (26) .
ورجال
الإصلاح هم
أبناء
الواقع
الموضوعي
تحكمهم
النظرة
الطبيعية
إلى الأشياء
، ضالتهم
الحكمة
أينما
وجدوها
ألتقطوها ،
لايتحركون
إلا تبعاً
للقواعد
والأصول
المقررة ،
يتحركون
دائماً من
الداخل لذلك
فأثرهم
وتأثيرهم
كبيران .
ولابد من
التذكير بأن
حركة
الإصلاح
خرجت من حيز
التنظير إلى
حيز العمل
والتطبيق ،
وخرجت من حيز
الرتابة
والسكون إلى
حيز الحركة
والتطور ... *** لذا
نسمع اليوم
ما يحدث في
حوزة قم من
بوادر إصلاح
أسَّس لها
وقادَها
مصلح كبير
ديني بارز
الأستاذ
الشيخ
المنتظري
رحمه الله
تعالى ،
والأستاذ
الشيخ صالحي
نجف آبادي
رحمه الله
تعالى ، الذي
سجل
ملاحظاته
العلمية عن
كل مايمت إلى
المذهب بصلة
في العقيدة
والشريعة
وعلم
التاريخ
والفلسفة
وعلم
الاجتماع
والاقتصاد ،
وعمل على رسم
خريطة علمية
عاقلة
وواعية
لحوزة رشيدة
تكون قادرة
على الحضور
الإيجابي في
الحاضر
والمستقبل .
وهو يعمل
جاهداً
لتحرير
الشيعة
وإخراجها من
دائرة الموت
والظلام إلى
عالم النور
والإسلام .
وقد تبنت
أفكاره
التحررية
والعلمية
تلك مؤسسات
اجتماعية
متخصصة
وجامعات
ومنتديات
فكرية
وثقافية
ودور نشر
كثيرة ، وهذا
العمل
المكثف منه
نجد بصماته
الخيرَّة
بارزة
وواضحة
المعالم في
كل
الاتجاهات
والدوائر
التي يتحرك
فيها الشيعي
، ونجدها أشد
وضوحاً
عندما يقترب
المرء من
مركز
الدائرة
وصنع القرار . وأنا لا
أشك في فضله
الدائم
علىَّ وصدق
القائل : ــ
أنا هو وهو
أنا في كل حال
ــ ومن يًرد
التفريق في
أتجاهنا
يخطئ كثيراً
، لأنه سيجهل
سر العلاقة
ــ الروحية
والعلمية ــ
بيننا . فأنا
تتلمذت على
يديه حيناً
من الدهر
وجادلته في
كل شئ في
الممنوع
والمباح ،
وتلقيت
مقالته في
التصحيح
الديني
والتاريخي
والاجتماعي
تلقيتها
بقبول حسن ،
بعدما علمت
انها الصواب
ودونها
الخطأ حينما
نظرت
بالدليل
فوجدته عنده
ينطلق من
مشكاة
النبوة
والرسالة ،
ورأيته عند
الكلاميين
مجرد تجوال
ذهني مختزل
في دائرة
الانعزال
الفرقي
والطائفي
البغيض ... فصرت
وإياه نحمل
هموماً
مشتركة
غايتها رفع
المنسوب
العلمي
والثقافي
لدى الكافة ،
ودفع الكافة
لكي تتحمل
وتتعلم
فالتكليف
واحد إلى
الجميع ،
وجعلنا من
الرسول (ص)
وأهل بيته
وأصحابه
الكرام قدوة
لنا في مجال
الدعوة إلى
الحق ـــ قل
هذه سبيلي
أدعوا إلى
الله ــ (27) . وفي
جهدنا
المشترك
استطعنا أن
نقدم للعالم
بضاعة نأمل
أن تحقق رضا
الله وتحقق
سعادة الناس
أينما كانوا
وحيثما
كانوا .. وقد
طالبنا في
مناسبات
عدَّة
وحيثما أتاح
لنا الدهر في
تعميم تلك
البضاعة حسب
القاعدة
التي تقول : ــ
وأدع إلى
سبيل ربك
بالحكمة
والموعضة
الحسنة
وجادلهم
بالتي هي
أحسن ــــ (28) ،
القاعدة
التي تتبنى
الشعار
القائل : ــ
أنا أحق من
غير ــ وهذا
التبني
الفطري
مرتبط
بالعقل
والوجدان ،
فمن لم يلامس
شغاف قلبه
عهد من : ـــ
وأستقم كما
أمُرت ــ (29) أو
ــ طه ما
أنزلنا عليك
القرآن
لتشقى ــ (30)
عسير عليه أن
يعلم معاني
الجلال
والجمال ،
وحريُّ به أن
يعود إلى ربه
لعله يجد : ــ
على النار
هدى ــ (31) . وكما
أننا عشنا
صرخة
الإصلاح في
عقولنا
وضمائرنا
فهناك
الكثير من
الروحانيين
والعلماء
الربانيين
قد لبوا داعي
الله ،
وتمسكوا
بمشروع
الإصلاح
والتغيير
مطالبين
بكسر الجمود
والقيود
التي صنعها
عبدة
الأصنام
الجدد من
الكهنة
ورجال العهد
العتيق ... فهذا
الدكتور عبد
الكريم سروش
يتصدى في
مجال عمله
الأكاديمي
لتبني مشروع
الإصلاح في
الاتجاهات
التي يتحرك
فيها
الإنسان ..
ونحن مع ما
يقوم به من
فحص وتحقيق
وإحصاء
للمنشور
الشيعي
القديم
والجديد في
الانقباض
والانبساط ،
لأننا نسعى
لتحرير
الدين من
سلطة بعض
العمائم
والمعاجم
والتمائم
والطرف ، تحريره
من أحكامه
الفردية
والحزبية ،
لكي يشارك في
حضور إيجابي
بصنع الحياة
ليتم معنى
قوله : ــ أنا
صنائعُ ربنا
ــ (32) . وإذا
كان الدكتور
سروش عيَّنة
أخذناها
للمثال ، ففي
إيران اليوم
الكثير
والكثير ممن
يدعون
للإصلاح
ويساهم ـــ
بلسانه
وقلمه في ذلك
، سواء في
الجامعة أو
المسجد .... وإذا
كان هذا هو
حال إيران
فطبيعي أن
يجري الأمر
بوتيرة أعلى
في الممالك
الإسلامية
الأخرى ، فقد
لا حظنا دعاة
الإصلاح في
هذه الممالك
قد تكلموا في
كل شئ
ونبَّهوا عن
كل شئ ،
وحكموا على
التفاصيل
بعدم الدقة
والحكمة ،
وعلى
العمومات
بالاستغراق
والطوباوية
، ففي لبنان
نجد شيخيها
أعني ـــ شمس
الدين رحمه
الله تعالى
والسيد فضل
الله ــ
منهمكين
بقاضايا
الإصلاح ،
وتبعهم في
ذلك خط عريض
من طلبة
ومثقفين
والسلسة
تكبر وتكبر
حتى يتم
بيدها هدم كل
البنيان
العتيق الذي
قام على غير
هدى وتقوى من
الله ، والإصلاح
هو بناء ،
وجدلياً لا
بد للبناء من
هدم ما مضى
ولا فرار من
تلك الحقيقة .
التي أهدت
إليها
رسالات
السماء ،
ولكن
الفرقيين
وعبَّاد
الاختلاف
سيظلون
يعملون
بالخفأ
يتأمرون
للحدَّ من
هذا المسار
تارة
بالتشويه
والتسقيط
وطوراً
بالتأمر
والتحالف مع
القوى
الرجعية ،
ولا غرابة في
ذلك بل
الغرابة أن
يظل اهل
الإصلاح
ودعاته من
دون طعن أو
أفتراء او
تشهير ،
وحجتنا على
هذا
الاستدلال
السيرة
الصالحة
لتاريخ
الأنبياء
والمصلحين
الكبار . هذا عن
إيران
ولبنان ،
وأما عن
العراق
فلابد من
القول : ــ إن
العراقيين
ضحايا سلطة
الاستبداد
الديني
القادم من
وراء الحدود
، هذا الأمر
أثَر فيهم
على الصعيد
النفسي
والاجتماعي
، حتى صار
الإصلاح
مطلب كل
القوى
والفعاليات
الشعبية
والرسمية . القوى
السياسية
والنخب
المثقفة
ورجال الدين
وزعماء
القبائل
والعمال
والفلاحين ، إن
إيمان
العراقي
بالإصلاح لا
يفوقه إيمان .
لذلك فالشعب
العراقي
جميعاً دعا
إلى إصلاح
ديني ومدني ،
وتمسك
بالخيار
البديل ــ
أعني ــ
العلمي
الواقعي ـــ
ونادى بصوت
عالٍ يسمعه
الجميع إلى
محاكمة
الأشياء
علمياً
وعقلياً قبل
الحكم عليها
، وتبنى في
الصميم مبدأ
المشاركة
الديمقراطية
الشوروية
لبناء مشروع
إسلامي بعيد
عن المؤثرات
الخارجية ، ودعا
إلى فكّ
الارتباط مع
التركيبية
والتلفيقية
الشعوبية
القادمة من
أعماق الحقد
الوثني ،
البعيدة عن
محتوى وإطار
العقل
العربي
وضميره
الإنساني ،
عقل محمد (ص)
وأهل بيته
وأصحابه ،
عقل الحياة ،
عقل المعنى
المخزون في :
ــ فإذا بينك
وبينه عداوة
كأنه وليَّ
حميم ــ (33) ،
عقل : ــ لا
أكراه في
الدين قد
تبين الرشد
من الغي ــ (34)
ومن هذا
العقل
ولأجله
أنطلقت
مسيرة
الإصلاح في
عراق
الحضارات ،
ففي عصرنا
الراهن تمثل
الإصلاح
برجال
أشتهروا
بالوثاقة
والدقة
والعلمية
والأمانة
بدءاً من
الشيخ
البلاغي
والشيخ
الخالصي إلى
الشهيد
الصدر في
دعوته إلى
تأسيس
مرجعية
رشيدة
وتبديل
مناهج
التعليم ،
وأنتهاء
بسلسلة
الاصدارات
والبحوث
التي كان لها
عظيم أثر على
سير الحركات
والتنظيمات
والأحزاب
وقد تبنى
البعض منها
بالفعل
مشروع
الإصلاح عبر
مراحل ، سواء
أكان ذلك على
الصعيد
النظري ام
على الصعيد
العملي
التطبيقي . وفي
غمرة هذه
النشوة
السماوية
وفي ظل هذا
التصحيح
المجيد ، نرى
بعض
الظلاميين
الذين
أعمتهم
الحقيقة
فراحوا
يبذلون
الأموال من
اجل طباعة
الكتب
الحاقدة
الضالحة ،
الأموال
التي يطرح
حولها ألف
سؤال وسؤال ،
الأموال
التي كان يجب
أن توظف
لخدمة
المستضعفين
والمعوزين
والفقراء ،
الأموال
التي كان يجب
ان تصُرف في
بناء
المستشفيات
والمؤسسات
الخدمية
والأنتاجية
والاستهلاكية
والصحية ،
الأموال
التي صارت
عبئاً
شرعياً
وأخلاقياً
كبيرين ،
الأموال
التي كان يجب
ان تصُرف على
اهل الحاجة
من المهجرين
والمهاجرين
، لتكفهم عن
التطواف
كالمتسولين
في الطرقات
وبين البيوت .. ولو
وظفت هذه
الأموال
بالشكل
الشرعي
الصحيح
لباركنا ذلك
التوظيف
ولدعمناه
وآزرناه ،
ولدعونا
الآخرين إلى
الأقتداء به
،لأنه توظيف
مبارك وعمل
مشروع وسنة
حسنة ، ولكنه
كان هدراً
للمال في
غير محله ،
وظف لتدعيم
القوى
السياسية
والطائفية
واستهلك في
المشاريع
الخاصة التي
تدعم الضلال
وتدعو إلى
الفرقة
والتنابذ ،
لأن الذين
يأتينهم
المال غير
مأمونين ولا
مستأمنين
على حقوق
الله والناس
، لذلك
فدعوتنا
للتجار
ولأصحاب
رؤوس
الأموال ان
يمتنعوا عن
دفع الأموال
إلى هذه
الطبقالت
الطفيلية ،
فإن
الامتناع عن
ذلك براءة
للذمة
الشرعية
والحقوقية ،
ليعملوا على
توظيفها في
بلدانهم
خدمة للدين
وسداً
للحاجة ،
ومصارف هذه
الأموال
مدونة في
كتاب الله
والسنة
الصحيحة . إن صرف
هذه الأموال
من اجل
الوقوف بوجه
الإصلاح عمل
غير مبرر
ويدعو
للتأمل
والأسف ، لأن
ذلك الصرف
هدرٌ للمال
الشرعي في
غير محله بل
هو وقوف بوجه
المدّ
الإسلامي
المحمدي ،
متوهمين أن
ذلك سيوقف
مسيرة
الإصلاح
التي أنطلقت
لتعزز دور
الدين في
الحياة
ولترفع من
سلطة
الاستبداد
ــ الديني
والسياسي
والمالي ــ
وهذا
الانطلاق
ليس ذا بعد
واحد بل هو
حركة في
الذات
والموضوع في
كل
الاتجاهات
والصعُد . ثم
إن الحسد
والحقد
لايجب أن
يكونا
المبرر لهدر
المال
الشرعي في
ردود تافهة
وساقطة عن
الاعتبار .
ردود لاتدري
ماذا تريد ... لا
في المنهج
ولا في
الغاية ولا
في العبارة ،
ردود ملأى
بالحقد على
العرب
والعروبة
وعلى كل ماهو
شريف وعظيم ،
ردود تذكرنا
بقول الشاعر : وإذا
اتتك مذمتي
من ناقص
فهي
الشهادة لي
بأني كامل
(35) . ردود
منتزعة من
عقل
أرثوذكسي
حكواتي ، ولا
لوم في ذلك
إنما اللوم
على من يدفع
الأموال في
ذلك ، قد ملأه
حب الدنيا
حقداً على كل
ما هو أصيل
وكريم ... ردود
تشبه في
جوهرها
الاعتراضات
التي قامت
بوجه محمد (ص)
مع فارق بسيط
ان النبي (ص)
تحرك في
دائرة
المشركين
وعبدة
الاصنام
ونحن نتحرك
في الدائرة
التي يُفترض
ان تكون
إسلامية في
مستوى
شعارها
الظاهر .. |
|
|
|