رسالة
في
التوحيد
والسياسة الطبعة
الأولى 1409هـ
1988م بسم الله
الرحمن
الرحيم مقدمة [ سبحانك
لاعلم لنا
إلا ما
علمتنا إنك
أنت العليم
الحكيم ] إن
البحث حول
فلسفة
العقيدة أتخذ
منهجين أو قل
نزعتين الأولى
: الطريقة
الجدلية
وأصحابها
المتكلمين ،
والآخرى :
الطريقة
الموضوعية
أو طريقة
أصحاب نظرية
فلسفة
التاريخ ( وهي
العلم
بالحقيقة
على الوعي ) وللنزعتين
في طريقة
البحث حول
تلك المسألة
آراء وأفكار
ومعالجات
سلبية في
أحيان
وإيجابية في
أحيان أخر ،
فالنزعة
الأولى مالت
إلى الإتجاه
الجدلي
العقلي الذي
يُغلب
أحياناً
الاستحسان
وما شابه
بحيث
استطاعت أن
تجد لها من
التأييد عند
العامة
والوسط
الأقل
أندفاعاً
بإتجاه
توجية العلل
والقوانين
الكونية
التي تخضع
للتطور
العلمي ،
وأما النزعة
الثانية فقد
مالت إلى
البحث
الاستقرائي
وإثبات
البرهان من
خلال قوانين
العلة
والمعلول ،
لذلك فقد
جاءت
بإنجازات
عقلية ضخمة
ونظريات
فلسفية في
غاية
الإهتمام من
الناحية
الإيديويوجية
لأنها
بالذات مالت
إلى الإتجاه
نحو العقيدة
من خلال
نظرية
المعرفة
ونظرية وحدة
العدد وعلم
الانطولوجيا
الذي يعتبر
الجانب
الأساس في
البحوث
والمسائل
الفلسفية
التي تدرس
الوجود في
منظومة
الأفكار
والآراء
التي تناقش
الجوانب
الأكثر
الحاحاً في
مسألة
العقيدة
بموضوعية
واستقلال
وحرية
تامتين .
معززة البحث
بجملة آراء
الفلاسفة من
الإتجاهات
الثلاث (
المشائي ،
والاشراقي ،
وعهد الحكمة
المتعالية )
مضافاً إليه
ما جاءت به
الفكرة
المثالية
عند
الفلاسفة
اللاهوتين ،
وذلك لأن
بحثنا في هذا
الموضوع
تناول جانب
الوعي
البشري
بشعبه
واتجاهاته
المختلفة ،
فيما يخص
سيكولوجيا
عالم الوجود
وقوانين
الطبيعة
وفلسفة
الموجود
الأول والحق
الأول ، وقد
كان إتجاهنا
المنطقي في
تناول
موضوعات
المعرفة
والأخلاق
والإيمان
والنفس
والنظام
الذاتي
وطريقة
الإكتشاف
الأكاديمي
قائم على
مسلمات
وحقائق
موضوعية
وبديهية في
حدود العقل
الكاشف ، وقد
يبدو عند
المحقيين من
الفلاسفة أن
جماعة من
علماء
الميزان
قاموا بجهود
جبارة في
مجال البحث
العقيدي
ولكنهم
اختلفوا في
نقاط تكاد
تكون حاسمة
في البحث
العلمي
الموضوعي في
هذا الإتجاه
، سيما وأنهم
لم يلاحظوا
على وجه
الدقة أسس
التفكير
المنهجي في
المنطقين
القياسي
والأستقرائي
والعامل
المساعد في
بيان
البراهين في
المنهاج
التجريبي ،
فمثلاً لم
يحدد بعضهم
مبدأ
الإنطلاق .
والبعض جعله
عموم وإبهام
وآخرون
مالوا
للاستغراق
في تكييف بعض
الجزئيات
لصالح
النظرية ،
وإننا وإن
كنا نوافق
البعض منهم
في أصل البحث
ولكنا نميل
وبقوة إلى
تحديد
أولويات
ثابتة
ومقدمات
علمية كأسس
التفكير
ومبدأ
الإنطلاق
وعالم
الوجود
وربطة
بميتافيزيقيا
أخلاق
الطبيعة
وقوانينها
الجبارة ، وهذا
منا يستغرق
وقتاً في
إكتشاف
مراحل
الإنطلاق
الإبتدائية
وسلسلة
العلل
الكاشفة
لأسس
التفكير مع
نظرية تحديد
أطر
الإنطلاق
الكلية ،
وبالذات
حينما يكون
البحث
متعلقاً
بأسس
الفلسفة
والعرفان
وطريقة
التفكير
تجاههما مع
الإحتمال
التام لجميع
النزعات
التي تشكل
فلسفة البحث
عن محتوى
عقيدي
للحياة
والكون ،
وذلك لأن
إتجاهنا في
المعرفة لا
يفرّغ
النظرية من
الأجواء
الواقعية
والموضوعية
والفنية
والجمالية
والاستقرائية
بل يجعلها
بضمنها .
لأنها أولاً
وبالذات
تمثل نظرية
العوالم
السبعة
عندنا مع
تفنيد لآراء
المسيحين
حول
الأقانيم
الثلاث ؛ ولا
نعتقد أن ذلك
يمثل في
الآمال لكنه
خطوة بإتجاه
توضيح حساب
العداد الذي
أثبتنا فيه
ان الواحد
ليس من
الأعداد في
بيان للإمام
علي (ع) في ذلك (
واحد لا بعدد)لأن
ما لا ثاني له
لا يدخل في
باب الأعداد
؛ وأيضاً
تبيان
لنظرية وحدة
الوجود
وفلسفة
البحث
العلمي لأسس
قولنين
انطولوجيا
الوجود
المخلوق
والخالق مع
أن الأثنان
في المرحلة
النهائية
يمثلان
الأتحاد لا
على نقيض
تعدد العيان
بل إلى
إختلاف
الذات
والجوهر مع
الإتصاف
الإنتقالي ؛
والتي نبحث
عنها في
عالمنا من
خلال ربط
التوحيد
بنظرية
المعرفة في
كل مجالات
الحياة وجعل
جميع
الوجودات
آليات
متحركة في
خدمة
الإنسان
لتحقيق
اهدافه
العظام وفتح
مجالات أكثر
وعياً
للوصول إلى
عالم
الحقيقة
المنشود ،
الذي هو
منتهى آمال
وطموح البشر
؛ وقد
أستهدفنا في
دراستنا هذه
توضيح بعض
خيوط تلك
الإتجاهات
معززينها
ببيان لسيد
الساجدين (ع)
في مقولته
الشهيرة ( لك
يا إلهي
وحدانية
العدد ) التي
تمثل الفيوض
الدائم في
جوهر الوجود
وعناصره
الثابتة
والمتحركة ،
مع تعريج
بإتجاه عالم
النفس
وعلاقتهما
بالطبيعة
وبالقانون
وبالإرادة
جاعلين من
المجموع
ادوات
متحركة
وفاعلة في
خدمة
العقيدة
وأهدافها في
البناء
الذاتي
والحضاري
ومحتوى
التفكير
الجبار الذي
تمده من اجل
سعادة
الإنسان
فالهدف هو
اولاً
وبالذات
لأنه يمثل
العالم
الأكبر كما
جاء في بعض
المأثورات :
ولهذا فأن
الابداع
الموضوعي
الذي تسجله
الفلسفة
الإلهية
إنما هو
إكتشاف
الأساس
المنطقي
والعرفاني
المشترك
لأسسها
والإيمان
بالله ، والعمل
الدؤوب
بمقتضى
قوانينه
التشريعية
التي جاءت
لتجدد العهد
مع الإنسان
في مسيرته
الدائمة نحو
التكامل
والرقي ،
وهذا لا يمكن
اعتباره
قانوناً
لفعل
الإرادات
المجردة
ولكنه قوة
توجيهية
بملاحظة
المؤشرات
والحواجز
وعوامل
التحريك
التي هي
بمثابة
العقل
النظري
والعملي في
آن معاً . ولذا
قيل عنه إنه
لم يكن صاحب
الفعل في
الغاية إنما
هو المتحرك
بفعل فاعل
الغاية ،
التي تُحدد
وتناط لعامل
التجربة ؛
مما يفسح
المجال لعمل
هائل يدفع
بالإنسان كل
الإنسان
بإتجاه
اهدافه
ومصالحه
التي تتعلق
بوجدان
العالم
وضميره
وديمومته ،
وليس هذا
فحسب إنما
جرى ليكون
عقيدة في
معترك
الصراع
الفكري
الدائم في
مجالات
الحياة
المتعددة
وعلومها
المختلفة
بحيث يكون
نظرية
وتطبيق في
السياسة
والآقتصاد
والإجتماع
والنفس
والدراسات
الكاديمية
والعلوم
التجريبية
البحتة ،
كمباحث
العقل
والقانون
التي تعالج
الحياة
الإجتماعية
ومؤسساتها
وترتب آثار
النظام
العلمي
المتطور لها
على تعاقب
الآزمان ؛ وبالختام
ليحاول
المرء ان
يعزز موقفه
الواعي تجاه
مجمل دراسات
الفكر ويحكم
بإيجابية
وموضوعية
على حقائق
الفكر
والتاريخ
ويتجه
لممارسة
قواه
الذاتية من
الناحية
الفعلية
لخدمة
العقيدة
الإسلامية
والعمل
بموجب
نظرياتها
العملاقة في
كل ميادين
الفكر
البشري
لأنها على
الدوام مصدر
ومجمع
الفضائل
والقيم
الإنسانية
الخالدة ... [ وما
توفيقي إلا
بالله عليه
توكلت وإليه
أنيب ] قم / إيران الركابي 15جمادي الأول
1408 هـ |
|
|
|