مفهوم
المشروع
الوحدوي 1 - مفهوم
إصلاحي : ــــــــــــــــــــــــــــــــــ يلعب
المشروع
الوحدوي
السياسي
الذي نطرحه
دوراً لابأس
به في عملية
الإصلاح
والتغيير ،
ويتحدد هذا
الموقف
بعوامل
عديدة غير إن
العامل
الجهادي هو
العامل
الحاسم ، وإن
هذا العامل
بالذات يؤثر
وبنسة كبيرة
للغاية على
تعبير عالم
السياسية
نفسه كفرد
وكعالم ، وهو
نفسه بالذات
يتيح المجال
للحكم
وبأفضل وجه ،
على طبيعة
الصلة
المتبادلة
والأشراط
المتبادل
لموقفي
الجهاد
السياسي
المسلح
والجهاد
السياسي
الأجتماعي . إننا
نعترف بأن
الجهاد
المسلح هو
آخر أنواع
الجهاد
مشروعيةً
لأنه يرتبط
بالجدل
الدائر بين
مفهوم العدل
والظلم ،
وإذا مورس من
أجل رفع
الظلم فتلك
غايتة
القصوى
التامة ،
التي أذا
تحققت
بشرطها
التاريخي
الموضوعي
فسوف يعترف
به كثير من
علماء
السياسية ،
لأنه مفهوم
يمارس دوره
حفاظاً على
الإنسان
وعلى وحدته
الوطنية
والسلوكية
والقومية ،
والحفاظ على
هذه الوحدة
شرط أقتضائي
لصحة الوحدة
ومقدماتها ،
فالصلة
المتبادلة
بين الدور
الجهادي
والدور
الوحدوي صلة
تامة لايمكن
فصلها من
ذاتيات
الدور . لذا فإن
الدور الذي
تتخذه
فصائل
الحركات
الإسلامية ،
في تصورها
حيال مسائل
إجتماعية
وتاريخية
محددة ، سوف
تتجاوزه
مادام
المجال هو
أدامة
التحرك
لآنهاض
المسلمين ،
وتغيير
واقعهم ،
وإدراك
قوانين
التطور
الفعلي في
الحياة
الإجتماعية .
مما يذكر في
هذا الصدد إن
مشروع
الوحدة
الإسلامية
ليس شعاراً
ما ، بل هو
مفهوم معدّ
بصورة خاصة
وبعناية
توجيهية
ربانية ،
هادفة إلى
تحقيق مصالح
الإنسان
الخيّرة في
الحياة ، ولذا
فإن
المجاهدين
المسلمين أذ
يسترشدون
بهذا المبدأ
يميزون فيه
جانبين : الأول :
ذاتي . والثاني
: موضوعي . فالجانب
الذاتي ليس
سوى
الإلتزام ؛
بالإيمان
بالله ،
وبالملائكة
، وبالكتب
وبالرسل ،
ونعني بذلك :
الإيمان
بوحدانية
الله ،
والألتزام
بالأحكام
الشرعية ،
ورفض النظم
الظالمة
والمستبدة ،
مع التأكيد
على الإيمان
بخاتمية
نبينا (ص) ورفض
مبدأ أحتمال
ظهور أنبياء
آخرين ، مع
الإيمان
بالقرآن على
أنه تام لا
يأتيه
الباطل من
بين يدية ولا
من خلفه ، ولا
يحتمل وقوع
زيادة أو
نقصان او
تحريف فيه . والتأكيد
على
العلاقات
التبادلية
عبر مفهوم (
أطيعوا الله
وأطيعوا
الرسول
وأولي الأمر
منكم )
العلاقة
المعبُرة عن
مفهوم ما هو
تعبدي وما هو
أرشادي
والمخففة
لحدّة
الأنقسام
الفكري حول
مادتي (
أطيعوا ،
وأولي الأمر )
التي لا تخضع
البتة إلى
أحكام
ومسائل
عقيدية كما
أفترضها
البعض في
التخصيص
والتقييد ،
وكما ذهبت
إلى ذلك
مدارس
الصراع
السياسي في
التبويب
والفهرسة ،
مع أن كل ذلك
مخالف للأصل
وللضرورة . وأما
فيما يتعلق
بالجانب
الموضوعي ؛
فيتم
التعبير عنه
في الأختيار
الواعي في
مجال جمع
الطاقات
الإجتماعية
والفكرية
للمسلمين في
سبيل مواجهة
أعدائهم ،
والأعتراف
العلني بأن
مسألة
الوحدة يجب
أن تكون محور
العمل
الرسالي
المقدس ،
والبحث
المنوط
بالحرية
التامة
والتأكيد
على مسائل
الوفاق التي
تمثل الأصل
التوجيهي
المشترك ،
وتأسيس
مجموعة من
المراكز ذات
الصلة
بالموضوع
لتعزيز
المبدأ ،
والقضاء على
الترسبات من
خلال إيجاد
طرق علمية في
الحلّ قائمة
على نظرية
ديناميكة
تطور
المجتمع ،
وتبني
المشروع على
أساس علمي ،
ونبذ كل
محاولة
تستهدف
إعاقة إتمام
عمليته
البنوية في
الحياة
الأجتماعية
، وتبني
الجانب
السياسي
كأعلى مرحلة
في تذويب
جليد الماضي
، والتأكيد
من خلال ذلك
على خط
العدالة
بإعتبارها
المعبر
الشرعي
والوحيد عن
آمال
الأنبياء . ويجب أن
تختلط هذه
المفاهيم
ببرمجة
موسعة لنظام
الحياة
الفكرية
والعملية
والأجتماعية
، وفي هذا
المعنى تصبح
الوحدة في
العالم
الأجتماعي
هي : وحدة ماهو
ذاتي وماهو
موضوعي . ومن هنا
يتميز
المشروع
الوحدوي عن
الإسلامي عن
غيرة ؛ بإنه
عبارة عن
موقف ذاتي
يصور
التعبير
الواعي عن
الحاجة
والمصلحة
الأجتماعية
والموضوعية
للمسلمين .
ولعل الشعور
الوحدوي
مرتبط جدلاً
، في تناميه
وإبداعه ،
بقضية
الإيمان
التي طرحت في
التنزيل
الحكيم ،
كتعبير عن
صور متعددة
لعناوين
مختلفة تشمل
كل مفاصل
وأجزاء
الحياة ، والشعور
الإيماني
يؤهل الفرد
ليكون أكثر
وعياً
والتصاقاً
بحاجات
الجماهير
وأوضاعهم
الأجتماعية
والسياسية ،
وهذا الوعي
ضمانة
للتعرف
بالظواهر
الأجتماعية
والسياسية
القطرية
والأقليمية
والدولة . 2 – موقف
شمولي : ـــــــــــــــــــــــــــ إذن
فمشروع
الوحدة
ينطلق من فهم
للإنسان
والكون
والحياة .
والإيمان
بالترابط
المصيري بين
هذه الأجزاء
والترابط
صفة تشكل
البنية
التكوينية
لهذا العالم .
وبما أن
الذاتي منه
يحمل ديمومة
علاقة
الأتحاد ،
فهو يفرض
ذاتياً
موقفاً
شمولياً
تجاه كل
عملية تفريق
أو خلاف ،
لأنه يربط
العلاقة هذه
بإصل العدلة
والميزان .والربط
بهذا الأصل
مفهوم مشتق
من مصدره
أعني من
مجموعة
الخطابات
والبيانات
القرآنية
التي تخص
دائماً على
المبدأ
الواحد
في صفتي
التعريف
بالإنسان
وخالقه ،
وكأنها
تتحرك في
دائرة
العلاقات
الموضوعية
للحياة .
فالإنسان
عبر صراعه مع
قوى الطبيعة
الجبارة ،
أختار لنفسه
مجموعة
أدوات يحدد
فيها ذاتيته
وصلته
بالواقع
الموضوعي ،
فجاءت الرسل
والأنبياء
لتعزز في
الإنسان دور
الإيمان ،
وتؤكد على
أهمية العمل
ووحدته ما
دام الأمر
يتعلق
بالعدل
وبالخير . وهذا
لاينكر
الترشح
الطبيعي في
التقابل
الناتج من
البحث عن
الذات في
الموضوع ،
فكأن التعدد
ثمرة توازن
لاثمرة فناء
كما أقتضته
المصالح
السياسية
المستبدة
التي أنشأت
لذلك جمعيات
ومنتديات
للحدّ من
طبيعة
التفاعل
الإنساني
وعلاقاته ،
ناصبة
العوازل
والاسلاك
الشائكة في
طريق الوحدة . ولكن
هذا لايلغي
طبيعة
المفهوم
القائل : (
الناس صنفان :
أخ لك في
الدين او
نظير لك في
الخلق ) وهو
لايلغي كذلك
دور التحرر
من اجل
الإيمان
بالحرية
وبالمعتقد ،
وبالأهداف
الحركية
التي رصدها
القرآن
ونبّه إليها
من خلال
دعوته للعمل
والبناء
والتكامل . وهذه
الدعوة حاجة
طبيعية
مقدمة في
مطلق الزمان
والمكان ، أي
أنها حاجة
تجعل الفرد
المسلم
يتحرك في
دائرة
الموضوعي .
وتحويل
الأتجاه
الذاتي فيه
إلى أخلاقي
موضوعي
يتحسس
بالآلام
الأجتماعية
لدى كافة
المسلمين ،
وتحويل
الطاقة
الفردية إلى
نظام عملي
موجّه تشارك
الأمة من
خلاله في
أداء
وظائفها
الشرعية
والأخلاقية
، وتذويب كل
فكرة مادية
متحجرة
نأشئة بفعل
عوامل
سياسية
مؤقتة ،
وبظروف
العمل إبان
فترات
الأنتقال .
ومن خصائص
ذلك جعل
المسلم
يتحرك
موضوعياً في
دائرة
الوحدة ،
وأشعار
بخطورة
النزعات
الضيقة
مذهبية كانت
او دينية أو
عرقية أو
بيئية أو
سياسية
ناتجة
بتأثير
عوامل
التحجير
المصطنع ،
وإقامة
تجانس جماع
التحالفات
الدولية
التي تسعى
لأدخال
الدائرة
الكبرى ضمن
الدائرة
الصغرى
المصنوعة من
قبلها . 3 – مشروع
إنساني : ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هنا
صار مشروع
الوحدة
عملاً واجب
الأجراء ،
لأنه يهدف
إلى تحرير
الإنسان
المسلم
ورفعه إلى
مستوى قبول
التحدي .
ويظهر ذلك
واضحاً في
النداء
السياسي
للمرجع
الديني
الكبير
الفقيه
الشيخ
المنتظري (
رحمه الله
تعالى ) يوم
التضامن مع
الشعوب
الإسلامية . إن
تأثير مشروع
الوحدة في
التكامل
السياسي أمر
لاريب فيه ،
ولكن يجب أن
نعترف بأنه
يلاقي جملة
من المصاعب
سواء في
التنفيذ أو
التشريع ،
فالتفريق
بين كون
المشروع
لايقدم
المجتمع على
انه نظام
طبقي أو
بوصفه
نظاماً
هيغيلياً بل
يقدمه على
أساس
الأعتراف
المطلق
بأصالة
المجتمع ،
لاشك سيولد
أنتكاسة في
فهم المشروع
على حدة .
فالذي
تتبناه
الفكرة
الموضوعية
عند
المسلمين ،
هو الميل
بالمشروع
نظام
النظرية
السياسية
الأجتماعية
التي تتجه
بالمجتمع
نحو التطور
والتقدم في
كافة
الميادين
القانونية
والأخلاقية
وحفظ
التوازن
الجدلي بين
ماهو طبيعي
وماهو
تاريخي ، مما
يضفي على
التصورات
التي تخص
العلاقات
الأجتماعية
والسياسية
نوعاً من
الموضوعية
التامة ،
التي ترتب
حالات
السكون
والحركة في
المشروع على
إعتبار كونه
نظاماً
قائماً
بفعليته
الذاتية ،
هذا أذا
تصورنا ان
مسألة
الذاتية
أنبثاق من
مفهوم
أجتماعي واع
، قائم على
ربط موضوعي
لفلسفة
الأجتماع
والسياسية
ربطاً
عليّاً ،
بحيث يجعل من
مشروع
الوحدة
الجزء
المكمل
لطبيعة
الواقع ، في
كل أبعاده
ونطمه وعقله
وأرادته
وتدبيره . إذن
فمشروع
الوحدة
مشروع
إنساني ،
يهدف إلى ربط
الإنسان
بقوانين
وضوابط
أساسها
الحرية
وأحترام
الحقوق
المتبادلة
وطبيعة
الواقع
وأعرافه
ونواميسه ،
وهو مشروع
إلهي يُراعي
ضوابط
الشريعة
وأسس
التكوين
والخلق ،
لذلك فهو
ضرورة وحاجة
ووجوب ،
والدعوة
إليه من باب
الذاتي
والموضوعي ،
دعوة لما هو
ذاتي وماهو
موضوعي في آن
معاً . *** |
|
|
|