بيان صادر من -  آية الله الشيخ الركابي  -  بمناسبة شهر رمضان المبارك

 

أصدر آية الله الشيخ الركابي بياناً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك جاء فيه : 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم




يطيب لي في هذا الشهر الكريم شهر الله المبارك ، أن أتقدم إلى الشعب العراقي النبيل وإلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء بالتهاني الخالصة والتبريكات ، وبالدعاء لهم بالخير والأمن والسلام .


وإنني في هذه المناسبة المباركة ، أجد من اللازم التذكير بماهو آت ، والتذكير بمعاناة شعبنافي العراق وبمايمر به من تدمير وفناء وتقسيم متعمد يقوم به أشباه الرجال ممن أبتلي بهم العراق في هذا الزمن الرديء ، ومن تخريب طال كل شيء في العراق في الحياة وفي العقل وفي الشخصية وفي الهوية وفي الإنتماء ، مما يستدعي المزيد من العمل والمزيد من الجهد والمزيد من الحرص كي لايضيع العراق ويضيع شعبه .


وإنني في هذه المناسبة الكريمة ، أدعوا المخلصين من مراجع الدين في النجف وفي قم ، كما أدعوا رجال الدين المحترمين والشخصيات الوطنية النزيهه ، وأدعوا كل من يصله خطابي هذا ، ان يعملوا بصدق وحرص وشعور بالمسؤولية من دون مزايدات وشعارات وخطب فارغة ، أدعوهم جميعاً لحماية العراق وما يتعرض إليه وما يُخطط إليه بالخفاء ، فؤد الفتنة واجب شرعي وأخلاقي ووطني ، وكبح جماح ضعاف النفوس ومايلوحون به من شر واجب مقدس ، فهؤلاء قد أغرتهم الدنيا وصاروا عبيداً لها ، ونسوا واجباتهم الشرعية والوطنية والأخلاقية .


إن حماية العراق وحماية شعبه مما يتهدده ضمان للإستقرار والأمن والنماء في المنطقة ، كما إنه الضمان للشرق من الفوضى وسيادة الظلام ، إن شعب العراق يستحق منا الكثير الذي نبذله ، كما إنه يستحق حكومة صالحة ليست من فئة واحدة أو من طيف واحد ، حكومة شراكة وطنية تضم الجميع ولا تستثني ولا تستأثر بالحكم دون سواها ، تعمل لخدمته وتؤدي واجباتها بكفاءة في رعاية مصالح الناس وما يطلب منها ، فتحرير الشعب من الظلم ومن الفقر ومن الفاقة ومن ذُل السؤال هي أُولى مهامها الوطنية ، كما إن مشاركة الشعب في بناء حاضره ومستقبله من واجباتها الرئيسية .


إن ثقتي بأبناء شعبي كبيرة وعظيمة رغم إنقطاع وسائل العيش والحياة الكريمة عنهم ، وإني واثق إنهم سيجتازون كل هذه المحن وكل هذا الشر وكل تلك المصائب رغم بشاعتها وفداحتها ، وسيعيشون الحياة كما حلموا بها وأمنوا .

 

وفي هذه المناسبة يطيب لي ، أن أُخاطب أبنائي وبناتي من شباب العراق ، كي يبادروا للعمل الخلاق وعدم تفويت الفرص ، وان يتعلموا من التاريخ ومن الماضي ، ان لاينخدعوا بالوعود الكاذبة مرة ثانية فمستقبل العراق رهن بأيديهم وحمايته من الشر يقع على عاتقهم ، فتلك هي مسؤوليتهم وذاك هو واجبهم .


حمى الله العراق وحمى الله شعبه من كل فتنة


وكل عام وأنتم بخير


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غرة رمضان لسنة 1431 هجرية


الشيخ الركابي