رسالة
مفتوحة إلى
السيد علي
خامنئي |
مرشد
الجمهورية
الإيرانية أُبلغكم
إنه قد وصل
إلى مسامعي
كما قرأته في
بعض الصحف
العالمية ،
إن جهاز
القضاء في
بلادكم قد
حكم على رجل
إيراني
بالموت ،
بدعوى تحوله
إلى
النصرانية ،
وسُمي هذا
التحول –
بالإرتداد - . هذا
الحكم أثار
إنزعاجي
وسخطي وأسفي
على الحال
الذي وصلت
إليه إيران ،
لأنكم
تعلمون إن
هذا الحكم
وبالقتل
إنما هو تعدي
واضح على
حقوق
الإنسان
وعلى حريته ،
وأنتم
تعلمون كذلك :
إن هذا الحكم
مخالف
لإرادة الله
وتشريعه . فالإرتداد
من حيث هو
قضية فكرية
خالصة ،
والله قد ترك
للناس
الحرية في
هذا المجال ،
أعني
الإعتقاد
والإيمان به
وبغيره ،
وهذه الحرية
المباحة
تتحرك في
مجال و حدود
الفكر و
الإعتقاد ،
ولذلك حرم
الله على
رسوله
التجاوز على
حقوق الناس
وعلى
حرياتهم ،
لأن الله قد
جعل الحرية
واسعة
ومباحة و
مفتوحة من
غير قيود ،
وأدخل ذلك في
قوله - لا
إكراه في
الدين - ، وعمم
هذه المقولة
لتستوعب
حركة الناس
ومجال وحدود
إعتقادهم ،
معتبراً قتل
الإنسان
لمجرد فكره
وإعتقاده
جريمة
وعدوان وظلم
، وعد ذلك
كقتل للناس
جميعاً . إن الله
كما هو وكما
يعرفه الناس
ويعرفه
المؤمنون ،
بأنه رؤوف
رحيم بعباده
، ولهذا
دعاهم
للحوار
وحثهم على
الجدل
بالحسنى ،
ولم يُصادر
حقهم هذا في
كل ظرف وفي كل
مكان ، وقد
خاطب رسوله
العظيم بذلك
، وعلمه كيف
يتعامل في
سلوكه مع
الناس
المختلفين
بقوله : - فمن
شاء فليؤمن
ومن شاء
فليكفر - و
المشيئة هنا
هي مشيئة
تشريع
. فللإنسان
فيها حرية
الإيمان
وحرية الكفر
، حرية
القبول
وحرية الرفض
، هذا هو الله
كما عّرف
نفسه لنا
وتعرفنا
عليه من خلال
ذلك ، ولهذا
نسأل ويسأل
غيرنا : من أين
جاءت مثل هذه
الفتاوى
والتي قالت
بوجوب قتل
المرتد ؟ ومن
الذي أسس لها
وحكم بها
وعممها ؟ . وإذا كان
الله قد ترك
حرية الفكر
للناس مباحة
من دون قيود
وجعل العقل
على ذلك
دليلا ، ولم
يجعل على
مايفكر به
الناس مهما
كان حدوداً
أو قيودا ،
وهكذا كانت
سيرة الرسول
العظيم في
تعاطيه
وتعامله مع
قضايا من هذا
القبيل ، بل
وأكثر من هذا
مادام الأمر
كله يدور في
مجال الفكر ،
وقلق
الأفكار
طالما لم
يتعد على
ممتلكات
الناس
وحقوقهم . إن قولي
هذا ليس مجرد
قول أو رغبة ،
بل هو فتوى و
حكم قال به
علماء نعتز
بهم وبعلمهم
وتقوآهم في
العراق
ولبنان ، وهو
ظاهر الفتوى
لدى الكثير
من الفقهاء
من أهل
المذاهب
الإسلامية
في سوريا
ومصر وبلاد
المغرب ،
وحسبك
ماقاله بعض
فقهاء إيران
من أصفهان
ونجف آباد
وطهران
ومشهد . السيد
الخامنئي : إن
رسالتي هذه
تعبر عن حرص
أكيد ، وعن
خوف وقلق على
مستقبل
الإسلام في
عيون العالم
وشعوبه ،
عالم يتطور
ويراقب ما
نحن فاعلون ،
و لذلك
تدعونا
الحكمة إلى
تلمس ماهو
نافع ومفيد ،
إن الإسلام
كما أفهمه
ليس هو
الفزاعة
وليس هو
الخوف وليس
هو الدليل
على تعميم
ثقافة الموت
وإشاعة
الفرقة
والخلاف
. إن
رسالتي
تذكير
للجميع في ظل
عالم متغير ،
وإن رياح
التغيير
ستطال
الجميع دون
إستثاء ،
وإيران هي
القادم بعد
سوريا بكل
تأكيد ،
ولهذا أحببت
أن تكون
رسالتي
مفتوحة
ليطلع عليها
أكبر قدر من
الناس ،
وليكونوا
شهوداً
وحكام على
هذه الفعلات
والأفعال
التي تضر ولا
تنفع ،
وتُصيب
الجميع
بخيبات
وإنتكاسات
. السيد
الخامنئي :
أرجوا النظر
بعين الواقع
وبعين
الرعاية
والإمعان ،
فثمة أمور
لابد لها من
موقف متميز
وشجاعة
وحكمة ،
لتكتب في
صحيفة
الأعمال ،
وإني أرجوا
أن يكون
نظركم
بعيداً عن
حدود
الفتاوى
العتيقة ،
وتنظروا
بعين اللطف
والسماحة
للواقع
وللزمان
والمكان ،
وإن تتركوا
الناس أحرار
فيما
يعتقدون
ويؤمنون ،
وهذا هو أول
الحكمة
وأساس
الإيمان .. اللهم
إني قد بلغت ،
اللهم فأشهد آية
الله الشيخ
الركابي
|