تأسيس
علم أصول
جديد ح3-
نقول
ربما
سيرافقنا في
هذه الحلقة
سؤال مفهومي
عن العلاقة
التي تربط
مابين علم
الأصول
الدارج
والمنطق
الأرسطي
الذي أثر
بشكل بنيوي
ومنهاجي في
آليات عمل
الأصولي ،
والسؤال
المفترض هو :
لماذا
تداخلت
موضوعات علم
المنطق
الأرسطي
لتشكل
عناوين
ومباحث علم
الأصول
الإسلامي ؟
طبعاً
نحن سنحاول
تبيان
العلاقة تلك
وأثرها
المعرفي في
تفكيك وعينا
التاريخي عن
الدين وعن
الله وعن
الحياة وعن
مجموعة
القوانين
التي تنظمها
، وهذا
الأرباك
تسلط حتى في
الدمج
القسري بين
قواعد
المنطق
الأرسطي
ومباحث
الإعتقاد
وعلم الكلام .
فالفقية
الكلاسيكي
وظف قوانين
العلة
والمعلول -
قوانين
العليّة -
الفلسفية
التي محلها
في
الطبيعيات
من المباحث ،
جعل منها
الفقيه
التاريخي من
دون سابق عهد
مقدمات حكمه
على
الموضوعات
المظنونة في
علم الشريعة
ومباحثه ،
وهذا
الإجراء
الرومانطيقي
أربك الهدف
الأبتدائي
الذي من أجله
جاءت
الشريعة
.
ونُشير
هنا إلى
الإستغراق
الديماغوجي
في فوضى
المصطلحات
الأرسطية
التي
تعتمدها
المدرسة
الدينية في
تأسيس
قواعدها
الأصولية
التشريعية
والعقدية ،
وتعميم
معاني هذه
المصطلحات
في مباحث
فقهية
مفترضة ،
وهذا
التعميم من
الوجهة
العلمية
أثقل
القواعد
الأصولية
نفسها
وجعلها غير
قادرة
بالفعل على
الحركة
والإنتقال
من القبض إلى
البسط إلاّ
على نحو نظري
محظ ، يعني
غياب مفهومي
ودلالي
لألفاظ كتاب
الله وغياب
للحركة
والتموضع
الصح أو الذي
يجب ان تكون
عليه ،
وطبعاً نحن
نريد من تلك
الحركة
:
1 - صفتها
الطبيعية
المتمثلة في
قوله تعالى : -
هذا بيان
للناس
- .
2 - ودلالة
هذه الصفة في
تعميم لفظ -
بيان -
بإعتباره
لفظاً عاماً
يجري في
الكلي
والمطلق من
المواد ،
وأما دلالة
النسبي في
هذا اللفظ
فبخصوص من هم
غير أهل
اللسان من
رأس
.
فدلالة
اللفظ في
الكتاب
دائماً
متعينة في
كون المُراد
منه بيّن -
وواضح ،
ولايحتاج
لإضافة شيء
من عندنا :
1 - لا
من أجل تسهيل
مهمته
التعريفية
في التبليغ .
2 - ولا
في طي مسائله
وموضوعاته
بحيث تكون
أحكامها
غامضة
ومبهمة
ومعقدة
.
وكما
أشرنا في
الحلقة
الأولى من
بحثنا هذا
فان الذي سبب
إنفصال
معاني كتاب
الله عن
الناس ، وجعل
كتاب الله
مجرد كتاب
تعازي على
الأموات هو
هذا الفصل في
وعينا
المعرفي بين
دلالة اللفظ
في الكتاب
وتبعثر
معاني
ومصطلحات
وتعميمات من
هم شغوفين
بالأرسطية
ومبادئها
الجامدة ،
سواء في
الكبريات أو
حتى في
البرهان
الفلسفي
والأستقراء
الجدلي ،
فمجال
الإعتقاد
الذي دُعينا
إليه هو
الإيمان - بلا
إله إلاّ
الله - على نحو
معلوم في
العقل وفي
الضمير .
صحيح
ان وعي
المفردة في
كتاب الله
معرفياً
تحتاج لفهم
طبيعة
الدلالة في
الواقع ، أي
في فهم نشاط
فعل المفردة
سواء في
التعليل أو
التحليل من
داخل حدود
النص ومن
مستوى خطابه
العام .
وقد
يقول قائل : إن
هذا يلزمه
معرفة دقيقة
في لغة النص
ومعرفة
بدلالة النص
وفي سياقاته
وسباقاته ،
ونقول
: نعم هذا صحيح
ولكن العلم
باللفظ
وبالدلالة
لا يعني
التكلس في
لغة النص
المعجمية
التي تخرج
النص في
الغالب من
موضوعيته .
أي
لا يجوز
أفتراض
موضوع من
خارج دائرة
الممكن في
محاولة لفهم
النص على
أنساق
مستحدثة
غريبة عن
طبيعة النص ،
كما يفعل
دارسي أصول
الفقة
المحدثين
الذين
يُكثرون من
شروح لا طائل
منها غير
العبث
والترف
الفكري
المصنوع
والمفتعل ،
لهذا ترآنا
نشمئز منهم
ومن كثرة
شروحهم
وحواشيهم
التي لا تمت
للواقع بصلة
، ولا تخدم
الفقة
ولاتؤدي
الغرض
المطلوب
منها إلاّ في
حالات هي في
الأصل
مقدمات
علمية
مُتسالم
عليها وقد
تلتقي مع
المنطق
الأرسطي لا
عن قصد مسبق
كما قد يظن
البعض
.
فقواعد
المنطق
الأرسطي
وضعت في
الأساس لشيء
آخر هو ليس
قواعد أصول
الإستنباط
الفقهية
المعتمدة أو
الواجبة لدى
أتباع محمد
من الجماعة
المؤمنة
.
ولأن
ذلك كذلك
فنجد الكلفة
والتصنع في
مباحث
الأصول
الدارجة
اليوم ، بل
ونجد محاولة
البعض إظهار
نفسه
كمتفلسف في
غير بابه وفي
غير موضوعه ،
هذه
المنهجية
اللاعقلانية
وضعت من حيث
تدري أو لا
تدري
الحواجز
أمام وعينا
الفطري
لكتاب الله
وماذا يُراد
منه ومنا ؟ .
ولهذا
يعجز كثير من
المتفقهة
المعاصرين
عن الإجابة ،
عن الدور
السيء الذي
ساهم في وضع
أخبار
ونسبتها
للنبي وأهل
بيته
وإعتبار تلك
الأخبار
بدلاً عن
الكتاب
المجيد ، في
كونها
مُشرعة
للحلال
والحرام
وقائمة على
الأمر
والنهي
عوضاً عنه ،
وإذا قيل لهم :
لماذا يكون
ذلك كذلك ؟
قالوا : إن
الله قال وماآتاكم
الرسول
فخذوه ... - من
دون فهم
لدلالة لفظ
الرسول وإين
يتموضع هذا
اللفظ
ويتجلى !!
فالرسول ليس
رسولاً خارج
كتاب الله ،
وما يُنسب
إليه من
أقوال ، إنما
هي توهين
للكتاب من
دون تصريح
بذلك !! .
وهذا
بحد ذاته عجز
معرفي تسلل
للعقول من
خلال
الإبتعاد
المُمنهج عن
كتاب الله ،
وكأنه أي
الكتاب غير
قادر على
الوفاء
بالواجبات
المطلوبة
منه ، ولم نجد
غير الشواذ
من الفقهاء
من يعلن على
أستحياء
وجود صلة ربط
بين الفروع
مع الكبريات
في كتاب الله
، ويقال عن
هذا الرأي
بإنه خروج عن
الإجماع !!
فالإجماع
عندهم قائم
على الأخبار
المزعومة
والمنسوبة
للنبي وأهل
بيته - وفق
رؤية مقررة
ومُعدة
سلفاً
- .
وأكثر
ما يحاجج فيه
إن الكتاب
فيه محكم
ومُتشابه ،
وبأن
المُتشابه
منه لا يعلمة
سوى نفر من
البشر هم - أهل
البيت - خاصة ،
ولهذا
فقولهم حجة
بإعتبارهم
المُشار
إليهم في هذا
المعنى في
تخيل
وأفتراض ثم
تعليل
وبرهان
وإثبات
مطلوب داخل
هذه الدائرة !!
، مع إن
المُراد غير
ذلك تماماً
إذ إن المراد
بمن يعلم
المُتشابه
من الكتاب : هم
عموم مجموع
العلماء في
كل صنف من
العلوم ،
وليس منهم -
رجال الدين -
أي إنهم
ليسوا ممن
تنطبق عليه
صفة العلم ،
ولهذا فهم
غير معنيين
بهذا الوصف ،
ثم إن
التأويل
الوارد في
لسان النص
عبارة عن
معرفة
مآلاآت
المفاهيم
والأشياء في
الحياة
والكون ،
ورجال الدين
أكثر همهم في
معرفة أحكام
يدورن في
فلكها منذ
قديم الزمان
عن الطهارة
والنجاسة
وأحكام
الوضوء
والصلاة
وغيرها ،
ومستند هذه
الأحكام
بيّن واضح لا
يحتاج إلى
تقعيد وصرف
الجهد
والوقت فيه ،
والكتب
الموجودة
تؤدي الغرض
وزيادة .
نعم
إن الحاجة
الحقيقية هو
بالتعرف على
لسان العرب و
كيفية
أستعمال
المفردة
لديه ، مع
توكيد منا
بعدم إصطحاب
الترادف
اللفظي
والمعنوي
الذي يميل
إليه في
الغالب
الشعراء ومن
على شاكلتهم [
حتى نسبوا
قولاً
كاذباً لعلي
بن أبي طالب
قوله : إن كتاب
الله حمال
أوجه تقول
ويقولون !! ] ،
فالقائلين
بالترادف
تستهويهم
السباحة في
المعاني من
دون ضابط
وتحقيق في
نتائج تلك
المعاني على
صعيد الوعي
وتشكيل
ثقافة
المعرفة
وكذا
العلاقة مع
الله .
التي
يظنون إنها
قواعد في
تدريب
المتلقي على
الكيفية
التي تساعده
في فهم
الصغريات
وتماهيها في
الكبريات
،نعم
المطلوب
الفصل بين
علوم الكتاب
وقواعده من
علوم منطق
أرسطو وما
أنتجه ، وهذا
الفصل يجري
في الإطلاق
والتقييد
والعموم
والخصوص وفي
النسخ
والتشابه
والإحكام ،
كما إنه
تتجلى ضرورة
الفصل في
قضايا العلة
والمعلول في
الإيمان
البدوي
والإيمان
الثانوي ، من
خلال
التركيز على
دلالة اللفظ
وتعميق منهج
البحث
العلمي فيما
هو نبوة
وفيما هي
رسالة ،
والتقليل من
كُلفة
وتبعات
مقولات
الفلاسفة
الغنوصيين
والمثاليين
القدامى ،
فالقياس
والبرهان
والأستقراء
قواعد
أرسطية يجب
النظر إليها
والتعاطي
معها خارج
دائرة
الرسالة من
حيث هي أمر
ونهي
...
وللحديث
بقية
|