هذه
المقالة هي
بمثابة
دعوة أو
إعلان
مبادئ لتأسيس
علم أصول
جديد غير
ذاك القديم
الذي
ورثناه عن
الإمام
الشافعي ،
والذي ولد لدينا نوع
من التفكير
الفقهي
الذي ضيق
علينا
مساحة
الدين
وباعد
بيننا وبين
كتاب
الله
والواقع ،
وكذا مسخ
فينا
التوجه
العلمي من
خلال تحييد
كتاب الله و
إخراجه من دائرة
الفعل
وتحويله
ليكون كتاب
تعازي على
الأموات ،
فذاك
القديم من
اصول
التشريع
التراثي
ساوى بين
أربعة مواد
لايجمعها
رابط غير
الأفتراض
الذهني ،
فساوى
مثلاً بين الإجماع
والكتاب
كما ساوى
بين الكتاب
والسنة و
ساوى كذلك
بين الكتاب
والقياس أو
العقل
وهي مساوات
غير علمية
وغير
منطقية ولم
تخدم الهدف
الذي وضعت
من أجله ..
وسنحاول
هنا تفكيك
البنية
التي على
أساسها قام
أو تأسس ذلك
القديم من
الأصول
،
ومن ثم
سنحاول
تأسيس
قواعد
جديدة
للأصول
معتمدين في
ذلك على
كتاب الله
وحده لاغير في
أستنباط
الأحكام
الشرعية ،
جاعلين من
العقل هو
الأداة
الدالة على
الكتاب ، أي إنه العنصر
الوحيد
المؤهل
والقادر
على توظيف
الحكم في
سياقه
الموضوعي
المنسجم مع الواقع .
وهذا
الأجراء
يتطلب منا : [
رفض السُنة
النبوية
التي نجدها
في كتب الأخبار
كالبخاري
والكافي
وغيرهما ،
لأن هذه
الأخبار
جعلت من
السُنة
رديف
للكتاب
المجيد ] .
ولذلك
رفضنا هذا
الإتجاه في
البناء
والتأسيس ،
ورفضُنا
هذا ينطلق
من
مقدمة
علمية
موضوعية
طالما
تكلمنا
عنها في
أكثر من
مناسبة
ألاّ وهي :
إننا
لايمكن إعتبار
السُنة في
أحسن
أحوالها
قول منسوب
لمحمد ،
سواء في
تفسير نصوص
الكتاب
المجيد أو في
إجابات
محمد عن
أسئلة
الناس
اليومية ،
ذلك لأن هذا
التفسير
كان ولازال
محفوفاً
بالكثير من
المخاطر
والأخطاء
والوهم
والعقبات
.
ولذلك نقول
إن مايُسمى بالسُنة
النبوية
ليست سوى :
ظنون
صنعتها قوى
سياسية
سادت في تلك
المراحل
التاريخية القديمة
.
ولهذا فليس في
السُنة خبر
واحد
يمكننا
القول فيه
على نحو
أكيد إنه لرسول
الله
باللفظ
والمعنى
كأن نقول : [
هكذا تحدث
محمد بن
عبدالله ]
ولهذا
نعتقد إن ما أقدم
عليه عمر بن
الخطاب في
رفض تدوين
أخبار
النبي كان
إجراءً
صحيحاً بل
هو خطوة
جرئية
وعلمية
وسابقة يجب
الإشادة
بها ، كي
لايختلط في
أذهان
الناس
مالله ومالمحمد
..
ولهذا
يمكننا
القول ، إن
كل الذي بين
أيدينا من :
كلام
منسبوب لرسول الله
هو صناعة
لاحقة
لايجوز
بحال
الإعتماد
عليها في
تشكيل
الوعي
التشريعي
والعقدي
! أي لايجوز
إعتبار هذا
المنسوب
قاعدة نؤسس
عليها ،
سيما وإن
هذه النسبة إفتراضية
نصححها نحن
في حال
وجدنا
مطابقتها
للواقع ، أي
إننا نحن
الحاكمين
عليها في مدى الصواب
وفي مدى
الخطأ ،
وهذه كما
ترون
إشكالية
معرفية
كبيرة يجب
ان تعيق
الإندفاع
العاطفي
لدى البعض
في تصويب
قول
الشافعي
والكثير من
أمثاله من
أراخنة الدين
، كما إن هذه
الإشكالية
يجب ان
لاتستفرغ
من طبيعة
الوعي
التاريخي
لزمن التدوين
ورجال
التدوين .
فحرفة
وصناعة
الأخبار قد
راجت مع
نهاية
الدولة
الأموية وبداية
الدولة
العباسية
وكان هذا
الرواج
بتأثير
دوافع
سياسية
أقتضتها
المرحلة
أئنذآك
، وقد سخر
رجال الحكم
هذه
الصناعة في
تضخيم شخص
الخليفة
والحاكم ،
ومن هذه الأخبار
تولدت
المقولة
التاريخية
للإسلام
السياسي
القائلة : -
الخلفاء
بعدي أثنى
عشر
- تلك
المقولة
التي وظفت
لاحقاً
بمعنى
أومفهوم
الائمة
الأثنى
عشرية ...
* * *
* لقد كان
للسُنة
النبوية
دوراً
مباشراً في
صُنع
الخلاف
الدائر بين
جماعة
المسلمين
اليوم وفي
السابق
فالجميع في
خلافه يجتر
أخبار
النبي ،
الأخبار
التي سببت الإنشقاق
التاريخي
والعقدي ،
فصيرت
المسلمين
طوائف
ومذاهب
متناحرة ،
وكل منهم
يدعي
إنه
الفرقة
الناجية في
تمثل لخبر
كاذب جاء
فيه إنه : -
ستفترق
أمتي إلى
بضع وسبعين فرقة
جميعهم في
النار ....
وواحدة في
الجنة !!!!!! - ولو
تفحصنا
طبيعة
الخبر اللفظية
والدلالية
فإننا لا
نجد فيه غير
الكيد
والتخوين
والتسفيه
في خلاف
واضح مع
كتاب
الله ، الذي
قال : [ إن
أكرمكم عند
الله
أتقآكم ]
وقال إيضاً : [
لا تزكوا أنفسكم
هو أعلم بمن
أتقى ] ساداً
الطريق
أمام هذه
المزايدة
الرخيصة
التي شكلت
وعي المسلمين
من خلال
أخبار
مزيفة
تُنسب
عمداً
لرسول الله
، لكي تشوه
في وعينا
صورته
الجميلة
من جانب ،
كما وتؤهله
من جانب أخر
ليكون
طرفاً في
الصراع
السياسي
الذي أنتجناه
والذي نعيش
تدافعاته
السلبية ..
وطبعاً نحن
قلنا في غير
مناسبة إن
محمد بن
عبدالله
ليس من
صلاحيته
التشريع
والحكم على
الأشياء ،
وقلنا إنه
ليس سوى
ناقل للوحي
بأمانة ،
وقد عبر
الكتاب عن
ذلك في غير
موضع ،
ولهذا عالج
الكتاب
حالة
الإختلال
التي
قدتنشئ
بفعل قوله -
وما ينطق عن
الهوى إن هو
إلاّ وحي
يوحى رابطاً ذلك فقط
بالوحي
النازل من
السماء ، أي
بما جاء له
من عند ربه ،
ولم يعمم
النص ذلك
لكي
يستوعب كل
كلام محمد
وحديثه
العام في
حياته ، إذ
ذاك له
تقييم ووضع
آخر تماماً ، حتى حينما
قال لنا
الوحي ما
أتآكم
الرسول
فخذوه وما
نهاكم عنه
فانتهوا فهو توجيه
مباشر
لطبيعة
الأوامر
التي وردت
في الرسالة
التي هي جزء
من كتاب
الله ،
فمحمد هو رسول
بالرسالة ،
لأن هذه
الصفة
زائدة
وترتبط
بماهيته
الرسولية
المحددة
بمجموعة
الأحكام
التي وردت
من قبل الله
في الكتاب
المجيد ،
وهذا يعني
إن [ محمداً
خارج الوحي
ليس رسولاً
بل هو إنسان
عادي ] ، ولو
تتبعنا
حركية
اللفظ
والمعنى في
الكتاب لوجدنا
فيها إن
لمحمد ثلاث
عناوين :
أولها محمد
الإنسان ،
وثانيها
محمد النبي
،
وثالثها
محمد
الرسول -
وهاتان
الصفتان
الأخيرتان
زائدتان
عنه
وترتبطان
بالوحي حين نزوله وهما
ليسا من
الصفات
التي
يمكننا وصف
محمد فيهما
في كل حال ،
ثم إن محمد
النبي
هو غيره
محمد
الرسول
طبعاً هذه
الغيرية في
الصفة
والفعل
والمؤدى .
ولهذا نحن نعتبر محمد
الرسول خاص
لجماعته
المؤمنين
به ولاتشمل
رسالته
عداهم من
أتباع
الرسل
الأخرين
، ولكن محمد
النبي هو
للناس
جميعاً ،
فصفة
النبوة
عامة لأنها
ترتبط
بالوعي العلمي
للناس ،
ولايوجد
فيها أمر أو
نهي ولكن
فيه بيان
للقوانين
العلمية
التي تحكم
النظام
الكوني ،
فهو هنا ليس
حاكماً
زمنياً كما
هو حاله
حينما يكون
رسولاً ..
وزيادة في
الإيضاح
تعتبر
رسالة محمد
شانية خاصة
وأما نبوته
فشأنية
عامة لا
يمكن
نكرانها
في حال ، نعم
إن هذا
التفريق
يرتبط
بطبيعة
المهمة
والدور
الذي أضطلع
به محمداً
في حياته
..
وهذا يعني
إننا الآن
بحاجة
للتمييز
بين هاتين
الصفتين في شخص محمد ،
كي يسهل لنا
فهم مهمته
ككل .
ونعود
لنذكر بانه
لايجوز
إعتبار
حجية الإجماع
مساوية
لحجية
الكتاب في
إستنباط
الحكم
الشرعي ،
لماذا
لايجوز لنا
ذلك ؟ إن عدم الجواز
منشئه
متعلق
بطبيعة
ومعنى
الإجماع
بشقية
المنقول
والمحصل ،
فهو في
الحالين
مستنده
معلوم وهو
عبارة عن
أخبار
النبي التي
تحدثنا
عنها ، فقد
زعموا إن إجماع
طائفة من
الناس على
فهم معنى
معين من تلك
الأخبار
كفيل بجعل
هذا الفهم
مُلزم للآخرين ،
وهذا كما
ترى إلغاء
لدور العقل
اللاحق في
تفحص تلك
الأخبار
وإستنباط
إحكام
منها ، أي إن
من إعتبر
الإجماع
حجة ألغى عن
قصد
الإجتهاد
اللاحق
وأفترض
منطق تقليد
الجماعة
التي
إجتمعت على
رأي معين في
مسألة ما
معلومة
المستند
والقاعدة
..
وكذا يجب
رفض حجية
العقل
مقابل حجية
الكتاب ،
ولكن دور
العقل
ضروري في
معرفة
دلالة
نصوص
الكتاب
ولكن لا من
حيث هو حاكم
عليه ، بل من
حيث هو محلل
له ضمن
شروطه الموضوعية
المرتبطة
بالواقع
القريب
وليس
الواقع
البعيد لا
من جهة
الماضي ولا
من جهة المستقبل ،
لأن تغير
الشروط
الموضوعية
عملية
دورية
تحكمها
طبيعة
الأرضية
المعرفية
في
وقتها ، وفي
هذه الحالة
يمكننا
قبول نظرية
صلاحية
الكتاب لكل
زمان ومكان
ضمن هذا اللحاظ
وهذا
المعنى ، أي
إننا نعتبر
إن محمداً
مات الآن
وترك بين
أيدينا هذا
الكتاب
،
أي إننا في
مواجهة
مباشرة مع
الكتاب من
دون زوائد
تاريخية
ومذهبية
سياسية
شكلت وعي
الناس
وحطمت
العلاقة
بينهما
وبين كتاب
الله .
وللحديث
بقية
|