الغلو والتطرف لا زمان له ..
آفة
الغلو
والتطرف
تنتقل
كالجراثيم
من جيل
لأخر ومن
زمان لأخر
، ومن
جماعة
لأخرى ومن
بلد لأخر ،
ولا يخلو
عصر منهم
ومن
دعواتهم
وأفكارهم ،
عن : -
إبراهيم بن
شيبة ، وقد
كان من
أصحاب
الإمام
الهادي كما
يقول
الطوسي في
رجاله ص 411 - ،
يقول : كتبت
إلى الإمام
الهادي
أسأله عن
قول البعض
من احاديث
واخبار
منكرة لا
نقبلها ولا
نستطيع
ردها في
فضائل أهل
البيت ،
ولأنها
رويت عن
الإمام
الرضا ،
كقولهم : - إن
الصلاة في
القرآن
ليست
الركوع ولا
السجود بل
هي رجل
منكم ،
كذلك
الزكاة في
القرآن هي
ليست المال
المستقطع
من رأس
المال -
كضريبة
لمساعدة
الفقراء
وبيت مال
المسلمين -
، وقولهم : -
إن المعاصي
والذنوب في
القرآن هم
رجال
بعينهم من
مخالفيكم ،
وهناك من
يدعوا
الناس إلى
ذلك - كعلي
بن حسكة ،
والقاسم
اليقطيني
وأخرين - ..
يقول فكتب
الإمام
عليه
السلام : -
ليس هذا من
ديننا
فأعتزله -
بحار
الأنوار ج 25
ص 315 - هذا
الخبر كما
يذكره -
إبراهيم بن
شيبه - هو
تحريف
وتأويل
باطل ،
وإنحراف عن
الدين
القويم
الصحيح ،
بل هو ما
يدعوا إلى
إشاعة
الفاحشة
بين الناس . ولكن
ما هو أصل
الغلو
والتطرف في
فكر أبي
الخطاب ؟ بداية
يمكننا
القول إن
هذا
الإتجاه
الفكري
لأبي
الخطاب
يرتبط
بالجانب
النفسي
وللتركيب
الثقافي
الذي عاشه
، وقد
حدثنا
التاريخ
بان ذلك
الرجل كان
مولعاً
ومُحباً
للسلطة
والرياسة
ومغرم
بالشهرة
والجاه ،
وهو لم يجد
ما يؤمن له
ذلك غير
طريق
إنتحال
الشخصية ،
وإدعاء
النبوة
والقول
بربوبية
أئمة أهل
البيت ،
والغلو حسب
التحليل
النفسي
ينزع إليه
الفرد حين
يفتقد
للهوية
الثقافية
والمعرفية
الصحيحة ،
وحين
يُجانب
الصواب
والعلم
والإيمان ،
ولذلك بدء
بنفسه
مُغالياً
ثم الغلو
بالائمة
مستفيداً
في ذلك من
علاقة
الناس بأهل
البيت
وحبهم لهم
. ومن
أجل نقض
ورد غلو
ابي الخطاب
ومن على
شاكلته ،
يلزمنا
القيام
بعملية بحث
علمي
ومطابقة
لأقوال
الغلاة مع
كتاب الله
ومع
مفاهيمه
وألفاظه
ومعانيه ،
فمثلاً حين
يقول الله : -
وإذا ذكر
الله وحده
أشمأزت
قلوب الذين
لا يؤمنون
بالآخرة ،
وإذا ذكر
الذين من
دونه إذا
هم
يستبشرون -
الزمر 45 - ،
يقول - أبو
الخطاب - : إن -
الله - في
هذا النص
يعني أمير
المؤمنين
علي عليه
السلام
، وإن
معنى -
الذين من
دونه - فهم
أعداء
الإمام
ويسميهم
بالأسم
فلان وفلان
، يقول
الحبيب
الخثعمي
فقلت
للإمام
الصادق ذلك
، فقال
الإمام
ثلاثاً - من
قال بذلك
فهو مشرك ..
ثم قال
ثلاثاً : - بل
عنى الله
بذلك نفسه -
بحار
الأنوار ج 24
ص 302 - ، وأبو
الخطاب حين
قال ذلك
إنما قاله
مستفيداً
من حب
الناس لعلي
- ع - أي إنه
أستفاد من
الجو العام
الذي يفتقد
للمعرفة
والثقافة
الصحيحة ،
وإنه يعلم
إن كلامه
سيجد من
هؤلاء
البسطاء من
يقول به
ومن يروج
له ومن
ينشره ،
كما هو
دارج في
أزماننا من
فئة
المتخلفين
المغفلين
المدفوعين
بالحب
الزائد عن
الحد ،
وأضيف إن
أتباع أبي
الخطاب وهم
يروجون
لهذا
الإنحراف
بين
المحبين
إنما
يتخذونه
طريقاً
للعيش
والكسب
المادي ،
كما يفعل
بعض خطباء
المنبر
الحسيني
اليوم حين
جعلوه
مصدرا
للرزق
والتعايش
على حسابه
.. وهكذا
كان يفعل
أتباع ابو
الخطاب في
وضع
الأخبار
وترويجها
بين
المحبين
لأهل البيت
، وكما إن
لهذه
الوظيفة
مصدراً
للتعايش
والتكسب
على حسابها
، كذلك هي
عندهم
مصدراً
للشهرة
والوجاهة
والحظوة
بين
المحبين
والأتباع
.. يقول
الإمام
الجواد
برواية على
بن مهزيار : -
لعن الله -
أبو الخطاب
- ، ولعن
الله
أصحابه ،
ولعن الله
كل من شك في
لعنه ،
ولعن الله
من لم
يلعنه
، فهؤلاء -
أستأكلوا
بنا الناس -
، ثم قال : -
لعن الله
ابو الخطاب
ولعن الله
الثلاثة
الذين دعوا
بدعوته (
كابو الغمر
، وجعفر بن
واقد ،
وهاشم بن
أبي هاشم ) ،
ولو دققنا
في الكيفية
وفي الهدف
من هذا
اللعن
وطبيعته
لتبين لنا
التالي
: 1 - اللعن
متجه لتلك
الأفكار
التي تروج
للغلو
والتطرف ،
وهو متجه
إيضاً لما
يُراد من
هذه
الأفكار من
أهداف
سياسية
وإجتماعية
، على حساب
أئمة أهل
البيت
ومكانتهم
ونزاهتهم
.
2 - واللعن
متوجه لتلك
الأفكار
التي راجت
بين محبين
وأتباع
أئمة أهل
البيت ،
فهذه
الأفكار
أستطاع أبو
الخطاب
وجماعته ،
بالحيلة
والمكر ،
بوضعها
كأخبار
مروية
بلسان أئمة
أهل البيت
، وترويج
ذلك بين
المحبين
والأتباع ،
وكان لذلك
العمل ضرره
الفادح على
قيم وأفكار
الأئمة
ودعوتهم من
أجل النظام
العادل ،
فسادت
عوضاً عنها
أقوال عن
ربوبيتهم
وإرادتهم
التكوينية
في الخلق
والرزق
وسائر
الممكنات
. 3 - واللعن
متوجه لهذه
الأفكار
بإعتباره
شرك صريح . 4 - واللعن
في طبيعته
كان يستهدف
القول
ويركز على
: أ
- نفي القول
بربوبية
وألوهية
أئمة أهل
البيت
مطلقاً
. ب
- نفي كل
مظاهر
الشرك وممن
يدعوا إلى
ذلك بالقول
والفعل
. ج
- ولأن ذلك
كله رأى
فيه الإمام
عليه
السلام
مخالفة
صريحة
لعقيدة
الإسلام
ولدعوة
الأنبياء
في التوحيد
- أنظر رجال
الكشي ص 296
- . يتبين
مما يدعوا
له - أبو
الخطاب -
وجماعته
: 1 - إنما
كان
المقصود
منه إثبات
نبوة أبي
الخطاب . 2 - وإثبات
إنه مرسل
من قبل
الإمام
الصادق . وهذا
هو الظلم
بعينه لأن
دعوة أبي
الخطاب
تقوم على
: أ
- ترك
الواجبات .
ب
- وإشاعة
المنكرات . وهذه
الدعوة
السيئة
تركت أثرها
السيء على
حياة
الإمام
الصادق ،
إذ جعلت من
الناس من
عامة الناس
النفرة منه
والإبتعاد
عنه ونعته
بالكفر
والزندقة
والشرك
، وحتى لو
قلنا إن
الإمام
الصادق قد
لعن أبو
الخطاب
مرات ومرات
، لكن هذا
اللعن وهذا
الموقف لم
يكن قد
عُلم به
عامة الناس
خاصة
وعوامل
التضييق
وصعوبة
الإتصال
وما يقوم
به إعلام
السلطة حال
دون سماع
موقف
الإمام من
أبي الخطاب
وجماعته ،
فبدى وكأن
الإمام
موافق على
ذلك أو هو
من أمر
بذلك
، في
حكاية
طريفة
يرويها لنا
الكشي في
رجاله ص 324 ،
عن كتاب
يحيى بن
عبدالحميد
الحماني -
إثبات
إمامة أمير
المؤمنين
علي عليه
السلام ،
جاء فيها : -
قلت لشريك
القاضي
يحدث عن
جعفر بن
محمد
الضعفاء
وممن لا
يعتد
بروايتهم ،
فقال شريك :
نعم ، أعلم
ذلك ،
فجعفر بن
محمد رجل
صالح مشهور
بالعلم
والتقوى ،
ولكن بعض
الجهلة
رووا عنه
من غير ضبط
، وقالوا :
قال جعفر
بن محمد
كذا ، حتى
رووا عنه
القول
بإباحت
المنكرات
والكذب
وإلصاق ذلك
به ،
كالمفضل بن
عمر وبنان
بن سمعان
وعمرو
النبطي
وغيرهم ،
والذين
كانوا
يقولون : إن
الإمام
الصادق ،
قال - من عرف
الإمام سقط
عنه
التكليف في
الصوم
والصلاة
وجميع
الواجبات ،
وكانوا
يقولون : إن
علياً تكلم
بعد مماته
- قال
النجاشي في
رجاله ص 226 :
المفضل بن
عمر الجعفي
، فاسد
العقيدة
والمذهب ،
مضطرب
الرواية لا
يعتد به
ولا يعتمد
عليه ،
وكان من
أتباع أبي
الخطاب - ،
وأما بنان
أو بيان
فقال عنه
الكشي في
رجاله ص 302 و305
، كان يكذب
على الإمام
علي بن
الحسين - ،
قال
الشهرستاني
في الملل
والنحل ص 70 :
بنان بن
سمعان كذاب
، وكان
يقول إن
الله هو
علي بن أبي
طالب - ،
هؤلاء
ساهموا
بشكل مباشر
في الإساءة
لعلي
وأبناء علي
وكلامهم
عنهم كله
باطل وضلال
، ودعوة
الناس إلى
ذلك ظلم
بحق علي
وأبناءه ..
|
|