إعتقادات
الإسلاميين 3 - الغلو
الحلقة
الأولى قيل
الغلو من غلا :
وهو مجاوزة
الحد و الخروج
عن القصد ،
هكذا قال أبن
منظور في لسان
العرب ج2 ص15 . وقيل
الغلو هو : من
الغليان ،
ويعنون به
الحركة الغير
مستقرة
والغير
متوازنة كما
يغلي الماء في
القدر ،
فالغلو هو
الحركة أو هو
التحرك ضد كل
ماهو طبيعي
ومنطقي وعقلي . وفي
الإصطلاح قيل :
هو الإنحراف
في الفكر وفي
السلوك وفي
الإعتقاد ،
وقيل : بل هو
النقص في
المعرفة التي
تؤدي بصاحبها
لعدم الإيمان
بكل ما هو
منطقي وعلمي
أو متصور و
عقلي . كما فعل
أهل الكتاب
حينما قالوا
بان المسيح هو
الله أو أبن
الله ، وهذا هو
الإنحراف في
الفكر وفي
الإعتقاد ،
ومثله فعل بعض
الشيعة حينما
قالوا : بان
الإمام علي هو
خالق الكون أو
بيده إرادة
تدبير الكون ،
وهذا هو
الإنحراف في
الفكر وفي
العقيدة ،
ومثل هذا
الفعل حينما
قال البعض من
المسلمين : بان
الشمس قد
إنكسفت لموت
إبراهيم أبن
النبي محمد ،
كل هذا غلو
وإنحراف في
الفكر وفي
العقيدة ، بل
غلى قوم ببعض
الفقهاء
معتبرين
فتاواهم
ممضاة ومقررة
من قبل الإمام
الغائب
المعصوم
. إذن
فالغلو هو
ظاهرة غير
طبيعية و سلوك
غير طبيعي
مرتبط بالفكر
و بطبيعة
التفكير
ووسائل
وأدوات
المعرفة ،
ولهذا يكون
الغلو في
حقيقته نقص
معرفي وعلمي
يؤدي بصاحبه
إلى تبني كل ما
هو غير منطقي
وعلمي من
الأشياء ، ولا
يقتصر الأمر
في ذلك على أهل
الديانات
السماوية فقط
بل هو منهج
وسلوك بشري
يلجئ إليه
قليلي العلم
والمعرفة ،
نجد هذا في
الهند وهم
يتبركون في
نهر الكنك
ظناً منهم
إيماناً
بقدرته على
الشفاء
والتطهير من
الذنوب ، و نفس
الشيء نشاهده
في مجاهل
أفريقيا ولدى
الهنود الحمر
، والعالم
حافل بهذا
النوع من
الإيمان
والإعتقاد
الخاطئ . لكن الله
ومن خلال
كتابه المجيد
حارب هذا
السلوك في
الفكر وحاربه
في الإعتقاد ،
معتبراً إن ما
يقوله أو
يردده بعض
رجال الدين في
هذا المجال
هذيان وكفر
الهدف منه : صرف
أنظار الناس
عن
إحتياجاتهم
الخاصة . وتزييف
أحكامهم
وعقولهم في
نظرتها إلى
الأشياء . وإلهائهم
في الجدل
الخاوي
البعيد عن
المنطق
والعلم . إذن
فالله في
كتابه المجيد
قد حارب الغلو
منهجاً
وسلوكاً
وحارب كل
تواليه
ولواحقه ،
داعياً
الإنسان لكي
يفكر بحرية
ويحكم على
الأشياء من
غير مؤثرات
ليكون حكمه
عليها صحيحاً
وواقعياً . فهو قال
لمن آمن أو
أعتقد
بألوهية
المسيح بن
مريم : - قاتلهم
الله – 30 براءة ،
وهي كما ترون
عبارة شديدة
اللهجة وصفاً
ودلالةً ، وهو
في معرض الرد
على دعواهم
قال : - يا أهل
الكتاب لا
تغلو في دينكم
، ولا تقولوا
على الله إلاّ
الحق : إنما
المسيح عيسى
أبن مريم :
رسول الله ،
وكلمته ،
ألقاها إلى
مريم ، وروح
منه ، .. - النساء
171 . و قال في
مكان آخر : - لقد
كفر الذين
قالوا : إن
الله هو
المسيح أبن
مريم !!!! ، : وقال
المسيح يابني
إسرائيل
أعبدوا الله
ربي وربكم ،
إنه من يشرك
بالله فقد حرم
الله عليه
الجنة -
المائدة 72 . وقال في
نص لا حق : - وإذ
قال الله
ياعيسى بن
مريم ءأنت قلت
للناس
أتخذوني وأمي
ألهين من دون
الله ؟ ! ، قال :
سبحانك ! ما
يكون لي ان
أقول ما ليس لي
بحق ، إن كنت
قلته فقد
علمته -
المائدة 116 . والجدل
أو الحكاية في
النص المتقدم
هي عبارة عن
لسان حال
المتكلم لا
إنها كلام قد
وقع بالفعل
بين الله
والمسيح ،
لسان الحال
هذا الوصف ورد
في الكتاب
المجيد كبيان
فيه تأكيد من
قبل الله على
أن عيسى بن
مريم لم يقل
إنه إله من دون
الله ، وهذا
التأكيد إنما
تحرك وفق
السياقات
الطبيعية
والمنطقية
للصفة
البشرية
والإنسانيه
التي يتمتع
بها عيسى كما
وإنها من
مقتضيات
نبوته
ولوازمها ،
إذن فهذا
القول يجري
مجرى الكلام
في قوله تعالى
: - وإذ أخذ ربك
من بني آدم من
ظهورهم
ذريتهم
وأشهدهم على
أنفسهم ألست
بربكم قالوا :
بلى ....- الأعراف
172 . وهو في
الحالين
تعبير عن لسان
واقع الحال
المضطرد
الدائم
الحدوث
والسيرورة
والوجود ،
والمرتبط
بطبيعة
الإنسان
وخلقه
وتكوينه . طبعاً
الغلو شاع
وأنتشر بين
أتباع محمد
على نحو واسع ،
وأختلفت كل
فرقة منهم في
كيفية الغلو
وطبيعته ،
لكنهم
يشتركون في
الموضوعة
نفسها ،
ولازال الغلو
يضرب في أعماق
حركة وإيمان
المسلمين
فبعض الشيعة
قالوا : في
الأئمة ما لا
يقولونه في
أنفسهم ،
نعتوهم وصفاً
وإشارة
بالإلوهية و
جعلوهم شركاء
لله في
ربوبيته ،
وقال البعض
فيهم : إنهم
يرزقون
ويخلقون ، و
قالت طائفة
منهم : إن الله
حل فيهم أو
أتحد ، و قالت
أخرى : إنهم
يعلمون الغيب
، و زعم البعض
منهم قائلين :
بان أئمة أهل
البيت قد
خلقوا قبل خلق
الكون نافين
عنهم الحدوث ،
و قال البعض :
ان معرفة
الأئمة تُغني
عن جميع
الطاعات
والعبادات ،
وإنه لا تكليف
مع المعرفة !!!!
هذه بعض
الأقوال
المشهورة في
الغلو
والقائلين به
، لهذا قال
الشيخ المفيد :
إن من غلا في
أئمة أهل
البيت فقد كفر
- أنظر تصحيح
الإعتقاد ص131 . وقال
الشيخ الصدوق :
إن إعتقادنا
في الغلاة
والمفوضة ،
إنهم كفار
بالله تعالى -
إعتقادات
الصدوق ص 97 . يتبع
|